شارك الديوان الجزائري المهني للحبوب، بتكليف من وزارة الفلاحة والصيد البحري، في فعاليات المنتدى الدولي الرابع والثلاثين للحبوب المنعقد بالعاصمة البريطانية لندن، والذي يعد من أبرز المنصات العالمية لمناقشة تحديات الأمن الغذائي واستدامة سلاسل التوريد الاستراتيجية.
وفي تصريح خاص أدلى به لـ"الصحيفة اللندنية الإلكترونية ألجيريا برس أونلاين"، أكد المدير العام للديوان، السيد مسعودي نصر الدين، أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة من التخطيط السيادي في مجال الحبوب، عبر برنامج وطني طموح أُطلق منذ 2021، يقوم على دعم الإنتاج المحلي من الحبوب والبقول الجافة، وتنويع مصادر الاستيراد لتأمين الاستقرار الغذائي للبلاد.
وفي خطوة تؤكد عزم الجزائر على تأمين سيادتها الغذائية وتثبيت مكانتها كشريك فاعل في الحوارات الدولية، كشف مسعودي عن معالم "المشروع القومي" الذي باشرته الحكومة الجزائرية، والمتمثل في زراعة مليون هكتار بالجنوب الجزائري، وتوسيع قدرات التخزين لتتجاوز 4.7 مليون طن، وهي قفزة نوعية لم تسجل في تاريخ البلاد منذ الاستقلال.
وأضاف أن هذا المشروع حدد بدقة خلال مجلس وزاري في مارس 2023، ويعتمد بشكل كبير على مساهمة المستثمرين الخواص، الذين ينتظر منهم الانخراط بقوة في زراعة وإنتاج المواد الإستراتيجية، خاصة في المناطق الجنوبية ذات الإمكانيات الطبيعية الهائلة من المساحات والمياه.
المنتدى شهد مشاركة واسعة من ممثلي الدول المستوردة والمنتجة للحبوب، وناقش على مدار جلساته سبل تطوير أنظمة التوريد العالمي ومواجهة الأزمات الطارئة، حيث لاقت التجربة الجزائرية اهتماما لافتا من الفاعلين الدوليين، واعتبرت نموذجا يستحق المتابعة والدعم.