ارتفع عدد ضحايا الفيضانات العنيفة التي اجتاحت مقاطعة كيب الشرقي في جنوب إفريقيا إلى 86 قتيلاً، وذلك بعد أيام من هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح عاتية تسببت في ارتفاع منسوب مياه الفيضانات إلى أكثر من أربعة أمتار، وفق ما أعلنته السلطات المحلية.
من بين الضحايا ستة أطفال وثلاثة بالغين، جرفتهم المياه أثناء تواجدهم داخل حافلة مدرسية. كما تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ ثلاثة طلاب بعد أن تعلقوا بأشجار، في حين لا يزال أربعة آخرون في عداد المفقودين. وأكدت السلطات أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية رغم صعوبة الظروف الميدانية.
وصف الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا ما حدث بأنه "كارثة وطنية"، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا للبلاد، التي باتت أكثر عرضة لظواهر مناخية متطرفة. وقد تضررت آلاف المنازل، وانهارت طرق وجسور، في حين غمرت مياه الطين مدارس ومراكز صحية، لا سيما في مدينة ماثاتيلا التي كانت من أكثر المناطق تضررًا.
وفي تقرير صادر عن صندوق المناخ الأخضر التابع للأمم المتحدة، تم التحذير من أن جنوب إفريقيا تقع ضمن المناطق الأكثر هشاشة في وجه التقلبات المناخية، مع توقعات بزيادة تواتر وحدة مثل هذه الكوارث في السنوات القادمة.
تواصل فرق الدفاع المدني والجيش الجنوب إفريقي عمليات الإنقاذ والإغاثة على مدار الساعة، وسط تحديات لوجستية كبيرة بسبب الطرق المقطوعة والانهيارات الأرضية. وتم إقامة مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين، وتوزيع مساعدات غذائية وطبية في المناطق المنكوبة.