من لندن..الجزائر تقود الحوار الدولي حول مستقبل الحبوب والأمن الغذائي

من لندن..الجزائر تقود الحوار الدولي حول مستقبل الحبوب والأمن الغذائي
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

افتتحت الجزائر، بصفتها الرئيس الحالي للمجلس الدولي للحبوب، فعاليات الطبعة الـ34 للمنتدى الدولي للحبوب بالعاصمة البريطانية لندن، بحضور وزراء وممثلين رفيعي المستوى من مختلف القارات، لمناقشة مستقبل الأمن الغذائي العالمي وسلاسل الإمداد في ظل الأزمات المتكررة.


وفي كلمته الافتتاحية، عبر السيد أسامة حامد صالحي، رئيس المجلس الدولي للحبوب والدبلوماسي الجزائري، عن اعتزازه بترؤس الجزائر لهذه الدورة، مؤكدا أن العام الماضي كان حافلا بالنقاشات البناءة والتطورات المفصلية لفهم ديناميكيات تجارة الحبوب العالمية، وتعزيز الشفافية لصالح الدول المستوردة والمستهلكين.


وفي خطوة تعكس ريادة الجزائر الإقليمية ودورها المتصاعد دوليًا، كشف صالحي عن تطوير أداة رقمية جديدة بالتعاون بين أمانة المجلس والمكتب الجزائري المهني للحبوب (OAIC)، تتيح تتبع مؤشرات التجارة الغذائية مثل الأسعار، المخزونات، وحاجيات التسويق، وتحدّث أسبوعيًا، وقد بدأت الجزائر فعليا في استخدامها لاتخاذ قراراتها الاستراتيجية بشأن القمح اللين والصلب. كما انضمت كينيا إلى المشروع لمتابعة سوق الذرة.


المنتدى شهد كذلك الجلسة الثامنة رفيعة المستوى للحوار بين المنتجين والمستهلكين، بمشاركة وزراء الزراعة من بريطانيا وتونس، إضافة إلى كبار المسؤولين من أوكرانيا وكندا وكينيا، ومديرة الزراعة بمنظمة الكومنولث، حيث نوقشت سبل تعزيز مرونة تجارة الحبوب في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية مثل ما يشهده مضيقا بنما والبحر الأحمر.


كما عرضت الجزائر، بصفتها رئيسة الدورة، نتائج مشروع رائد لمتابعة حركة السفن في الزمن الحقيقي، بدعم من الحكومة اليابانية وبشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، لتحديد التأخيرات والأسباب الكامنة خلف الازدحام في الموانئ، وقياس أثرها المحتمل على التكاليف وسرعة التوريد.


في مجال الابتكار، احتضن المجلس لأول مرة ندوة حول دور الذكاء الاصطناعي في تجارة الحبوب، سلطت الضوء على قدرته في ربط المتدخلين وتقليص الفاقد وتحسين الاستجابة لتغيرات السوق. وقد تم تشكيل مجموعة عمل للتواصل مع المطورين الدوليين للتوسع في هذه التقنية الواعدة.

وأعلن المجلس، في تقريره الأخير، أن تجارة الحبوب العالمية ستشهد ارتفاعا قدره 14 مليون طن خلال موسم 2025/2026، ما يعكس انتعاشا بعد عامين من التراجع، مع توقعات بزيادة واردات الحبوب من قِبل بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا.


واختتم صالحي كلمته بدعوة الحضور إلى تعميق الشراكات وتبادل الخبرات خلال أيام المنتدى، مؤكدا على أن المجلس الدولي للحبوب سيواصل مسيرته كمنصة جامعة لصناع القرار، في عالم يشهد تحولات متسارعة في سوق الغذاء العالمي.