هزت جريمة مروعة بحي "دالستون" شرق العاصمة البريطانية لندن، بعدما قتلت طفلة تركية تبلغ من العمر تسع سنوات برصاصة مباشرة في الرأس خلال هجوم مسلح يعتقد أنه كان محاولة اغتيال مدبرة بين عصابات متناحرة.
الشرطة البريطانية كشفت أن الطفلة، التي كانت تمر في الشارع رفقة أحد أفراد عائلتها، سقطت ضحية إطلاق نار كثيف مساء الثلاثاء، نفذ على ما يبدو في إطار تصفية حسابات بين مجموعات إجرامية محلية. الطفلة لم تكن المستهدفة، بل أصيبت عرضيا، لكنها فارقت الحياة لاحقا متأثرة بجراحها البليغة.
ووفق التحقيقات الأولية، تشير الأدلة إلى أن الهجوم لم يكن عشوائيا، بل هجوم منظم نفذته عناصر مسلحة بهدف اغتيال أفراد مرتبطين بعصابة منافسة. غير أن الرصاصة التي أنهت حياة الطفلة أعادت تسليط الضوء على حجم الانفلات الأمني في أحياء العاصمة، وأثارت موجة غضب شعبي.
السلطات البريطانية لم تعلن بعد عن توقيف أي مشتبه به، لكن فرق مكافحة الجريمة المسلحة تعمل على تتبع كاميرات المراقبة وتحليل بيانات الاتصالات في محيط الجريمة. المتحدث باسم شرطة لندن وصف الجريمة بأنها "عمل وحشي لا يمكن تبريره"، مضيفا أن "أي طفل يسقط ضحية لصراع العصابات هو فشل جماعي يجب أن نتحمل مسؤوليته كمجتمع".
وفيما تعيش الجالية التركية في لندن حالة من الصدمة والحزن، دعت منظمات مدنية وحقوقية إلى تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة كل من له صلة بهذا العمل الإجرامي، محذرين من تفاقم ظاهرة العنف بين العصابات التي باتت لا تعبأ بمكان أو هوية الضحايا.
مأساة الطفلة التركية، التي فقدت حياتها في لحظة عبثية، أطلقت نقاشا عاما جديدا حول ضرورة إعادة النظر في سياسات أمن الأحياء الهشة بلندن، وفرض رقابة أكثر صرامة على الأسلحة المنتشرة في أيدي المراهقين والجماعات المسلحة في المدينة.