في هجوم لاذع أعاد ملف الذاكرة الوطنية إلى صدارة المشهد الثقافي، شن الروائي الجزائري رشيد بوجدرة حملة فكرية ضد ما وصفه بـ"الكتاب الممجدين للاستعمار"، معتبرا إياهم "ظاهرة ظرفية آيلة إلى الزوال"، داعيا إلى "حرب القلم" لمواجهة تزوير التاريخ الجزائري.
وخلال حوار بثه التلفزيون العمومي الجزائري بمناسبة صدور النسخة المنقحة من كتابه الجريء "مهربو التاريخ" (Les contrebandiers de l’histoire)، قال بوجدرة إن الهدف من إعادة نشر العمل بعد سبع سنوات هو "فضح الأقلام المأجورة التي تشوّه الذاكرة الجماعية الجزائرية خدمة لأجندات خارجية مقابل المال والشهرة ورضى المستعمر القديم''.
ووجه الروائي بوجدرة اتهامات مباشرة لكتاب مثل كمال داوود وبوعلام صنصال، معتتبرا أن الأول "كاتب عادي كان يهاجم الثورة ويمجد الاستعمار"، والثاني "مهرج مأزوم نفسيا مرتبط باليمين الفرنسي المتطرف"، مؤكدا أن كليهما يعانيان مما أسماه "عقدة المستعمَر" كما شرحها المفكر فرانتز فانون.
وفي اتصال موازي للصحيفة اللندنية الالكترونية '' Algeria Press Online''، صرح السيد أحمد ماضي، مدير دار الحكمة للنشر والطباعة والترجمة، والناشر الرسمي للكتاب، أن هذا العمل "يمثل صرخة ثقافية ضد الردة التاريخية"، مؤكدا أن الدار "تتبنى مشاريع فكرية مقاومة لكل محاولات طمس الذاكرة الجزائرية".
وأضاف ماضي، بصفته رئيس نقابة الناشرين الجزائريين، أن إعادة طبع هذا الكتاب "ليست مجرد إجراء نشر، بل موقف واضح في معركة الهوية والمصداقية التاريخية''.
وأكد بوجدرة أن مصير هؤلاء الكتاب هو "النسيان، لأنهم طارئون على وجدان الأمة"، مشيرا إلى أنهم "مجرد أدوات في يد لوبيات فكرية تستثمر في تمزيق سردية الاستقلال الوطني''.
وختم الروائي بوجدرة بدعوة المثقفين الجزائريين إلى إطلاق "هجوم ثقافي شامل"، وإعادة النظر في طريقة تدريس التاريخ والذاكرة في المدارس والجامعات، قائلا: "معركتنا الآن ليست بالسلاح، بل بالقلم… وبالوعي''.