أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الخميس، أن الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس عبد المجيد تبون قد تمكنت من إعادة بناء الثقة مع الشركاء الدوليين، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يعكس تطورًا ملحوظًا في دور الجزائر على الساحة الدولية.
وخلال كلمة له في الندوة التاريخية التي أُقيمت بمناسبة الذكرى الـ70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر باندونغ، الذي انعقد في إندونيسيا في عام 1955، أكد ربيقة أن الدبلوماسية الجزائرية قد رسخت مكانتها كقوة وساطة، قائلةً إن الجزائر تواصل دعم حقوق الشعوب المستضعفة وخاصة القضايا الإفريقية. وأضاف أن هذا الدور المتزايد قد أسهم في تعزيز مكانة الجزائر في المحافل الدولية، مما انعكس على اختيارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
وأوضح الوزير أن الجزائر لم تقتصر دبلوماسيتها على التعبير عن مواقفها فقط، بل كانت جزءًا أساسيًا من المشروع الوطني للبلاد، ومكونًا بارزًا من هوية الجزائر السياسية بعد الاستقلال. وقال: "منذ انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت الدبلوماسية الجزائرية جزءًا لا يتجزأ من بناء الدولة المستقلة، وتمثل أحد الركائز الأساسية في دفاعها عن القضايا العادلة في الساحة الدولية".
وفي سياق حديثه عن تاريخ الجزائر في محافل العالم، أشار ربيقة إلى أن الجزائر، رغم أنها لم تكن بعد دولة مستقلة في ذلك الوقت، كانت حاضرة بقوة في مؤتمر باندونغ، الذي جمع دولًا إفريقية وآسيوية حديثة الاستقلال. وأكد أن هذه المشاركة التاريخية كانت نتيجة للجهود الحثيثة التي بذلها قادة الثورة الجزائرية لتدويل القضية الوطنية، والعمل على تقديمها للعالم كقضية تحرر، وليست مجرد "مسألة داخلية للمستعمر".
وأضاف الوزير أن إحياء هذه الفعاليات التاريخية، يمثل إحدى الصفحات المضيئة في تاريخ الجزائر المعاصر، ويعكس الحيوية الكبيرة للدبلوماسية الجزائرية وقدرتها على التأثير في القضايا الدولية الكبرى.