ستارمر يعيد خلط أوراق بريكست: لندن تسعى إلى شراكة ذكية مع أوروبا

ستارمر يعيد خلط أوراق بريكست: لندن تسعى إلى شراكة ذكية مع أوروبا
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

تتجه بريطانيا والاتحاد الأوروبي نحو إعادة ضبط كبرى في علاقاتهما، وسط مؤشرات متسارعة على إمكانية توقيع اتفاقيات جديدة تعيد رسم الشراكة بعد سنوات من الانفصال المتعثر الذي فرضه بريكست.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عبر عن "سعادته" بالتقدم المحرز في خطة "إعادة ضبط العلاقة"، خاصة في ملفات الطاقة والدفاع، عقب استقباله لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في داونينغ ستريت، واصفا إياها بـ"الصديقة" ومؤكدا على أهمية بناء علاقة استراتيجية جديدة تحقق منفعة متبادلة.

وفي  اطار خلفية هذا التقارب الجديد، يتوقع أن يمتد التعاون ليشمل اتفاقا تجاريا أكثر مرونة يعالج العراقيل التي أفرزها "بريكست"، لا سيما ما يتعلق بحركة السلع، والخدمات، وسلاسل التوريد، وقيود الجمارك التي أرهقت المصدرين البريطانيين.

بالاضافة الى ذلك،أبدى رئيس الوزراء البريطاني ستارمر رغبة واضحة في إعادة بناء الثقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي، دون التراجع عن الخروج من السوق الأوروبية الموحدة، ما يعني أن النموذج المستهدف هو شراكة "ذكية" تحافظ على سيادة القرار البريطاني، وتخفف في الوقت ذاته من عبء البيروقراطية على التجارة.

ويجري في الكواليس تداول إمكانية مراجعة بعض بنود اتفاق التجارة والتعاون (TCA) الموقع عام 2020، خصوصا في مجالات مثل الصيد البحري، والمعايير الزراعية، وشهادات المنشأ.

وفي المقابل، تضغط بروكسل باتجاه إدراج بند خاص ببرنامج التنقل الشبابي، ما يسمح لمواطني الاتحاد الأوروبي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما بالإقامة والعمل في المملكة المتحدة لمدة تصل إلى أربع سنوات، على أن يتمتع البريطانيون بالمثل في دول الاتحاد.

رغم حساسية هذا المقترح، فإن بعض الأصوات داخل الحكومة البريطانية لا ترى فيه تهديدا مباشرا، بل فرصة لإعادة الحيوية للعلاقات الثقافية والتعليمية عبر القارة.

هذه التطورات تأتي قبل أيام من قمة أوروبية مرتقبة قد تكون بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية نحو صفحة جديدة في العلاقات الثنائية التي تأثرت سياسيا واقتصاديا بفعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.