استقبل رئيس مجلس الأمة, عزوز ناصري, اليوم الأربعاء, سفير مملكة البحرين لدى الجزائر, علي جاسم العرادي, الذي أدى له زيارة مجاملة تم خلالها استعراض راهن وآفاق العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك, حسب ما أورده بيان للمجلس.
وأوضح المصدر ذاته أن اللقاء شكل سانحة من أجل استعراض راهن وآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وكذا تبادل وجهات النظر حول القضايا العربية والإسلامية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
و في هذا الشأن, أشاد السيد ناصري ,ب"متانة العلاقات الأخوية التي تجمع الجزائر بالبحرين", مؤكدا أنها علاقات "عريقة و متجذرة في عمقها العربي والإسلامي ومرتكزة على أسس من التضامن والاحترام المتبادل والصدق".
كما ثمن الاستثمارات البحرينية القائمة في الجزائر خاصة في القطاع المالي والمصرفي والتأمينات, معربا عن تطلع الجزائر إلى "تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات, وإضفاء ديناميكية جديدة على الشراكة بين البلدين في ظل توافر الإرادة السياسية و طبقا لتوجيهات قائدي البلدين, رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وصاحب الجلالة حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة, ملك مملكة البحرين".
ودعا السيد ناصري بالمناسبة إلى تفعيل اللجنة المشتركة الجزائرية-البحرينية وإنشاء لجنة تشاور سياسي, وهو ما من شأنه أن يفتح "آفاقا أوسع للشراكة ويعزز قنوات الحوار والتنسيق بين الجانبين, خاصة في ظل النقلة النوعية التي يعرفها الاقتصاد الجزائري والمناخ المناسب للاستثمار, الذي توفره القوانين الجديدة المعتمدة وما تقدمه من تحفيزات في مقدمتها قانون الاستثمار وكذا قانون النشاطات المنجمية".
وبعد أن أعرب السيد ناصري عن استعداد الجزائر لتقاسم خبرتها مع مملكة البحرين التي انتخبت لتمثيل المجموعة العربية في مجلس الأمن للفترة 2026-2027, جدد حرص الجزائر على مواصلة التنسيق والتشاور مع البحرين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية خدمة للقضايا العربية والإسلامية المشتركة.
من جانبه, أشاد السفير البحريني بما تشهده العلاقات الجزائرية البحرينية من تطور ملحوظ على مختلف الأصعدة, حيث أكد على الأهمية المتزايدة للتعاون الاقتصادي بين الجزائر والبحرين, بما يشمله من فرص واعدة في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري والقطاع المالي.
كما شدد على دور التبادل الثقافي والعلمي في توطيد جسور التواصل بين الشعبين الشقيقين وتعزيز الروابط الحضارية القائمة على القيم العربية والإسلامية المشتركة, معبرا عن استعداده لإعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات الثنائية.
وبالمناسبة, تناول الطرفان آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية, حيث جدد السيد ناصري التأكيد على الموقف الثابت والراسخ للجزائر إزاء القضية الفلسطينية, باعتبارها قضية مركزية لكل أحرار العالم, مرحبا ب"القرار التاريخي" الصادر عن عدد من الدول الأوروبية القاضي بالاعتراف بدولة فلسطين واعتبره "خطوة نوعية" في مسار إنصاف الشعب الفلسطيني و "رسالة واضحة" من المجتمع الدولي بضرورة إنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم غير القابلة للتصرف.
كما شدد على أن رغم أهمية هذا الاعتراف, ينبغي أن يترجم إلى "إجراءات ملموسة" توقف العدوان, ترفع الحصار على قطاع غزة وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وندد في ذات السياق ب "السياسة العدوانية للكيان الصهيوني على بعض دول الشرق الأوسط", مذكرا أيضا بالمناسبة بالمواقف المبدئية للدبلوماسية الجزائرية القائمة على ضرورة اعتماد الحوار والحلول السلمية لتسوية الخلافات.
وفي ختام اللقاء, أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى ضرورة الارتقاء بالتعاون البرلماني إلى مستوى يليق بعمق العلاقات الأخوية بين الجزائر والبحرين وتوسيع فضاءات التشاور والتنسيق في مختلف المحافل الإقليمية والدولية, بما يعزز وحدة الصف في الدفاع عن القضايا Hلعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما شددا على أهمية تفعيل دور لجان الصداقة وتكثيف تبادل الزيارات والخبرات باعتبارها جسورا متينة لترسيخ التضامن وتعميق الشراكة, خدمة للمصالح العليا للشعبين الشقيقين وسعيهما نحو مستقبل أكثر تكاملا وازدهارا, وفقا لذات المصدر.