في تدخل صادم لدوائر الضغط المغربي، خرج جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق وممثل واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة، بموقف علني يؤكد فيه أن جبهة البوليساريو ليست حركة إرهابية، داعيا إدارة الولايات المتحدة إلى دعم مسار تقرير المصير في الصحراء الغربية وتفعيل مخطط التسوية الأممي لعام 1991.
وقد نشر بولتون مقالا تحليليا في صحيفة واشنطن تايمز المرموقة، كذب فيه بشكل قاطع الرواية المغربية التي تسعى إلى إلصاق تهم الإرهاب بجبهة البوليساريو، مؤكدا أن هذه الأخيرة تقود كفاحا سياسيا مشروعا من أجل الحرية والاستقلال.
ويعد بولتون من أبرز المحافظين تأثيرًا في دوائر القرار الأمريكي، وخبيرا عميق المعرفة بملف الصحراء الغربية، حيث عمل بشكل وثيق مع جيمس بيكر، مبعوث الأمم المتحدة الأسبق، ما منحه اطلاعا دقيقا على خلفيات وتطورات القضية.
في مقاله، شدد بولتون على أن الشرعية الدولية تقف إلى جانب حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مطالبا إدارة بلاده بـ"الخروج من مربع التناقض السياسي" والاضطلاع بدور فعال في استئناف الجهود الأممية المجمدة.
جاء هذا التصريح – من شخصية وازنة بحجم بولتون – يأتي في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الأطراف الدولية لإعادة الاعتبار للحل السياسي في الصحراء الغربية بعيدا عن الابتزاز الإعلامي والدبلوماسي.
ويبدو أن تصريحات بولتون ستفتح نقاشا متجددا في واشنطن حول دور اللوبيات وتأثير المصالح الاقتصادية على ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بالقضايا العالقة التي ما زالت تنتظر العدالة الدولية.