عيد الفضة بآث يني: حين تتحول المجوهرات إلى رسالة وطنية

عيد الفضة بآث يني: حين تتحول المجوهرات إلى رسالة وطنية
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

انطلقت يوم 31 جويلية الجاري فعاليات النسخة التاسعة عشرة من عيد الفضة بقرية آث يني (بني يني) بولاية تيزي وزو، في تظاهرة ثقافية وتراثية تكرس حضور الحِلي الأمازيغي التقليدي كعنصر هوية وجسر تواصل بين الأجيال.

وتمتد الفعاليات إلى غاية 9 أوت 2025، وسط مشاركة واسعة من الحرفيين والعارضين من مختلف ولايات الوطن.


في تصريح خص به الصحيفة الإلكترونية اللندنية "Algeria Press Online"، عبر السيد شتوح، المنتخب بالمجلس الشعبي لبلدية بني يني، عن فخره بتنظيم هذه التظاهرة التي وصفها بأنها "أكثر من مجرد معرض، بل هي رسالة ثقافية لتعريف العالم بهويتنا".


وأضاف: "الهدف من العيد هو إعطاء بُعد وطني ودولي للحِلي الأمازيغي، ولهذا وجهنا الدعوة لحرفيين من سيدي بلعباس، تمنراست، غرداية، باتنة، وغيرها... كما نوجّه نداءً للسلطات لدعم قطاع الحرف، خاصة ما يتعلق بتوفير مادة الفضة التي أصبحت نادرة ومكلفة."


أما الحرفي عز الدين، ابن قرية بني يني، فاستعرض تجربته مع تصميم المجوهرات التقليدية قائلا: "أعمل في هذا المجال منذ ثلاثين سنة. أبتكر موديلات جديدة، لكن ارتفاع أسعار المادة الخام أثر سلبا على وتيرة الإنتاج. مع ذلك، أواصل الإبداع، ومنها قلادة مزدوجة الوجه، تجمع بين الطابع القبائلي والتصميم العصري."


وفي جو تفاعلي ميز التظاهرة، صرح الناشط الثقافي "دا علي"، وهو باحث ومؤلف، قائلًا: "أهل آث يني معروفون تاريخيًا بالحِلي، والأسلحة التقليدية، والخزف. للأسف، لم يتبقى سوى الفضة التي صمدت كرمز أصيل لهويتنا. كثير من مجوهرات آث يني توجد في متاحف عالمية مثل متحف كاي برانلي بباريس، وآن الأوان للمطالبة باسترجاعها."


كما أكد سامي، أحد المنظمين، أهمية البعد الثقافي للمهرجان قائلاً: "نريد أن نعيد الاعتبار للموروث وأن نخلق لحظة فرح تجمع بين الفن، التراث، والحوار بين الأجيال."


ويعد "عيد الفضة" واحدًا من أعرق المهرجانات الثقافية في منطقة القبائل، حيث انطلقت أولى دوراته سنة 1995، وإن تعثرت في بعض السنوات، فإنها عادت لتتألق اليوم، حاملة معها نبض الذاكرة الجماعية وروح الأصالة.


وينتظر أن تشهد هذه الدورة إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، إلى جانب اهتمام إعلامي محلي ودولي، بما في ذلك تغطية مستمرة من "Algeria Press Online"، التي ترافق أبناء الجالية الجزائرية إعلاميا وتسعى إلى تسليط الضوء على الفعاليات التي تحتفي بالهوية الجزائرية في كل تجلياتها.