تحيي الجزائر، اليوم الاثنين، اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، المصادف لـ 4 أوت من كل سنة، والذي أقرّه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، تكريما للرابطة الوثيقة والمقدسة التي تجمع بين الجيش والشعب، واعترافا بالدور المحوري الذي تؤديه المؤسسة العسكرية في صون السيادة الوطنية والمساهمة الفعّالة في مسيرة بناء الدولة.
وتُعد هذه الرابطة الفريدة مصدر فخر واعتزاز لكل الجزائريين، وقد تجسدت بقوة خلال مختلف التظاهرات التي ينظمها الجيش الوطني الشعبي، وعلى رأسها الاستعراض العسكري التاريخي المخلد للذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير، والذي أشرف عليه رئيس الجمهورية بنفسه. وقد أكد في كلمته بالمناسبة على أن الاستعراض لم يكن مجرد عرض للقوة، بل رسالة رمزية تعكس عمق التلاحم بين الجيش والشعب، وحرصه على تعزيز هذه العلاقة المتجذّرة في الوجدان الوطني.
وأكد رئيس الجمهورية حينها أن "عقيدة الجيش الوطني الشعبي دفاعية بامتياز"، وأن "سلاحه موجه حصريا لحماية الوطن والدفاع عن سيادته، فضلا عن الإسهام في تعزيز الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، ضمن التزامات الجزائر واحترامًا لمبادئها الدستورية ولقواعد القانون الدولي".
وتواصل الجزائر، إدراكا منها لحجم التحديات الأمنية الراهنة والمستقبلية، العمل على تطوير قدراتها الدفاعية وبناء مؤسسة عسكرية قوية وعصرية، مستلهمة في ذلك قيم جيش التحرير الوطني. وقد حقق الجيش الوطني الشعبي، بفضل رؤية قيادته العليا وعلى رأسها الفريق أول السعيد شنقريحة، أشواطا معتبرة في مجال التحديث والعصرنة، سواء على مستوى التكوين، أو في ما يتعلق بالتجهيز بالوسائل التكنولوجية الحديثة والتدريب والجاهزية القتالية.
وتترجم هذه الجهود في الميدان من خلال النتائج الملموسة المحققة في مختلف التمارين التكتيكية والبيانية، التي أظهرت مدى كفاءة الوحدات العسكرية وقدرتها العالية على مواجهة التهديدات. كما يبرز ذلك من خلال النجاحات المتواصلة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ما يعزز صورة الجيش كصمّام أمان للوطن ومصدر طمأنينة للمواطن.
ولم يقتصر دور الجيش على المهام الدفاعية فقط، بل أضحى أيضا ركيزة في مشروع النهوض الوطني، من خلال مساهمته في دفع عجلة الاقتصاد الوطني. وتأتي هذه المساهمة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، خصوصا في القطاعات الاستراتيجية، وتطوير القاعدة الصناعية للبلاد، بما يتماشى مع تطلعات الجزائر الجديدة.
ويعد ترسيم هذا اليوم الوطني في الرابع من أوت من كل سنة وفاءً لتاريخ تحول جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي سنة 1962، واستحضارا لتضحيات الشهداء والمجاهدين، وكذا عرفانا بالجميل لمنتسبي الجيش من مختلف الرتب، بما فيهم كبار معطوبي مكافحة الإرهاب وشهداء الواجب الوطني.