ظاهرة "التعفن الدماغي" تغزو العالم بصمت بسبب إدمان الشاشات والمحتوى السريع، مسببة ضعف التركيز وفقدان القدرة على التفكير العميق لدى الشباب والأطفال.تعرف في هذا التقرير على أخطر التحديات الرقمية وكيفية الوقاية منها.
ما هو التعفن الدماغي؟
ظاهرة سلوكية حديثة ظهرت مع الانتشار الواسع للمحتوى السريع على وسائل التواصل الاجتماعي. يتمثل هذا المفهوم في ضعف التركيز، وانخفاض القدرة على التفكير العميق والتحليل، نتيجة التعرض المستمر لمقاطع الفيديو القصيرة والتنبيهات المتكررة.
ميرا... من التفوق إلى التشتت
فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، كانت مبدعة في كتابة الشعر ومتفوقة دراسيًا، لكنها أصبحت تقضي نحو سبع ساعات يوميًا تتنقل بين مقاطع الريلز وتيك توك. تقول ميرا إنها لم تعد تتذكر ما كانت تبحث عنه، وتشعر وكأن ذهنها “مشوش” وغير قادر على التركيز.
المقاطع القصيرة وتأثيرها على الدماغ
تشير دراسات حديثة إلى أن متابعة المحتوى السريع يتحول مع الوقت إلى “إدمان”، يستهلك الانتباه ويمنع الدماغ من الاستغراق في التفكير العميق أو التحليل المنطقي.
هل نحن أمام انهيار عصبي رقمي؟
تلاحظ المؤسسات الطبية والتربوية زيادة في حالات التشتت الذهني بين الشباب، واصفة هذه الظاهرة بأنها “انهيار عصبي رقمي” يسببه سيل المحتوى المتدفق عبر الهواتف.
العائلة تحت تأثير الشاشات
ماريا تحكي عن زوجها جيمس (42 عامًا)، الموظف الناجح الذي أصبح يفقد تركيزه في الاجتماعات، وينسى مواعيده، ويشعر بالملل رغم انشغاله الدائم. أما ابنها من جيل الألفا، فلم يعد يتحدث مع أسرته وجهًا لوجه، بل يشاركهم الرسائل النصية فقط، ويبدو عاجزًا عن التخطيط أو التركيز.
آثار بيولوجية مقلقة
دراسة أمريكية أجريت بأشعة الرنين المغناطيسي كشفت وجود نقص في المادة البيضاء في أدمغة الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات، وهي المادة المسؤولة عن مهارات التركيز، واللغة، والتفكير.
الاعتدال... هو الحل
التعفن الدماغي ليس وباءً طبيًا، لكنه أزمة اجتماعية وسلوكية حقيقية. تبدأ الوقاية منها بالوعي وضبط الوقت أمام الشاشات، ومراقبة السلوك الرقمي لنا ولأطفالنا، للتأكد من أن المحتوى الذي نستهلكه يمنحنا المعرفة لا يسرق انتباهنا.