شارك عمر خماياس، نائب رئيس مجلس الأمة، المكلّف بمتابعة العلاقات العامة وشؤون أعضاء المجلس وتنظيم اتصالاتهم مع مختلف الهيئات، صبيحة اليوم الأحد 03 أوت 2025، في مراسم افتتاح الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي احتضنتها كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بودواو (ولاية بومرداس)، في طبعتها الجديدة الممتدة من 03 إلى 13 أوت 2025.
وتأتي هذه المشاركة بتكليف من رئيس مجلس الأمة، السيد عزوز ناصري، تأكيدًا على الأهمية التي يوليها البرلمان الجزائري، بغرفتيه، لمرافقة ودعم نضال الشعب الصحراوي من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وتأسيس دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
ويعد هذا الحدث مناسبة سنوية بارزة تُنظمها اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بالتعاون مع سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، وبمساهمة العديد من الهيئات الأكاديمية والسياسية والمدنية، حيث باتت الجامعة الصيفية بمثابة فضاء مفتوح للتكوين السياسي والإداري والفكري لإطارات الدولة الصحراوية، ومنصة لتبادل التجارب والخبرات وتعزيز أواصر التضامن بين الشعبين الجزائري والصحراوي.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية حضور وفد رفيع المستوى من القيادة الصحراوية، إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، وأكاديميين، ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وإعلاميين من الجزائر وعدد من الدول الداعمة للقضية الصحراوية. وتخللت المراسم كلمات ترحيبية ألقتها كل من اللجنة الوطنية للتضامن، وسفارة الجمهورية الصحراوية، عبّرت عن الامتنان العميق للجزائر قيادة وشعبا على المواقف التاريخية والمبدئية التي لم تحد عنها منذ اندلاع النزاع الصحراوي-المغربي.
وفي كلمته الافتتاحية، جدّد السيد عمر خماياس التأكيد على ثبات موقف الدولة الجزائرية، المستمد من شرعية تاريخية وثورية متجذّرة في دعم حركات التحرر، مؤكدا أن الجزائر، وعلى الرغم من محاولات التشويش والتشويه، لن تحيد عن مبادئها ولن تتخلى عن واجبها الأخلاقي والسياسي في مناصرة حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وأضاف خماياس أن الجامعة الصيفية تمثل فضاءً مثاليًا لتكوين أطر الدولة الصحراوية وتمكينهم من الأدوات السياسية والقانونية التي تعزز من جاهزيتهم لتسيير مؤسساتهم الوطنية والتفاعل مع التحديات الراهنة، كما أنها تشكل فرصة لتعميق الوعي الجماعي لدى النخب الصحراوية حول رهانات القضية في ضوء التحولات الجيوسياسية بالمنطقة والعالم.
وأشار نائب رئيس مجلس الأمة إلى أن الجزائر تعتبر الجمهورية الصحراوية شريكًا طبيعيًا في النضال، وصوتًا أصيلًا ضمن الحركة التحررية الإفريقية، مشيرًا إلى أن دعمها ليس دعمًا ظرفيًا أو دبلوماسيًا فحسب، بل هو امتداد لروح ثورة نوفمبر المجيدة التي انتصرت لكرامة الإنسان وحرية الشعوب، وأن استقلال الجزائر ما كان ليتحقق لولا دعم الدول الحرة والشعوب الشقيقة، ولذلك فإن دعم الشعب الصحراوي يُعد دينًا أخلاقيا وسياسيا في أعناق الجزائريين.
كما أشاد بالمستوى التنظيمي العالي لهذه الطبعة من الجامعة الصيفية، وبتنوع محاورها التي ستتناول على مدار عشرة أيام قضايا استراتيجية مثل حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وتاريخ القضية الصحراوية في المحافل الدولية، وسبل مواجهة الدعاية المغرضة، إضافة إلى ورشات تكوينية في تسيير المؤسسات، والإعلام، والدبلوماسية، والقانون الدولي.
وفي ختام كلمته، دعا السيد خماياس المشاركين إلى جعل هذه الجامعة منبرًا لإعادة شحذ العزيمة، واستنهاض الهمم، وتطوير المهارات الجماعية والفردية، متمنيا للمشاركين إقامة موفقة وإسهامات فاعلة تعود بالنفع على مسارهم النضالي.