حظي الفيلم الوثائقي الجزائري “444” بإشادة واسعة من النخب الثقافية والإعلامية في تونس، لما حمله من سرد مميز لتفاصيل واحدة من أكثر المحطات بروزا في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، وهي وساطتها الناجحة لإنهاء أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران.
الفيلم، من إخراج المخرج التلفزيوني مراد أوعباس، عرض في تونس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ63 لاستقلال الجزائر، وسط حضور لافت من كتاب وإعلاميين ومثقفين تونسيين، إلى جانب أفراد الجالية الجزائرية هناك.
وقد اعتبر الوثائقي تجسيدا حيا لذاكرة تاريخية، وإضافة ثمينة للأرشيف الجزائري، لاسيما في زمن حرب الصورة التي يعيشها العالم اليوم. وأشاد الحاضرون بتمكنه من توثيق محطة تاريخية مضيئة، أبرزت قوة الدبلوماسية الجزائرية وقدرتها على لعب أدوار حاسمة على الساحة الدولية.
الوثائقي تميز بعرض شهادات حية لدبلوماسيين وصحفيين وشخصيات كانت شاهدة على تلك الأزمة التي امتدت لـ444 يوما، إضافة إلى اعترافات إيرانية وإقرارات أمريكية بالدور المحوري الذي لعبته الجزائر لإنهاء الأزمة، في وقت أخفقت فيه وساطات دول وهيئات أخرى.
وخلال الحفل، الذي بادرت إلى تنظيمه القنصلية العامة الجزائرية في تونس، تم تكريم عدد من الأسماء الكبيرة التي دعمت القضية الجزائرية، أبرزهم المناضل والنقابي التونسي أحمد التليلي الذي لقبه التونسيون بـ “وزير الجزائر”، والمناضل الراحل أحمد المستيري، أول سفير لتونس في الجزائر، إلى جانب المجاهد الجزائري الراحل محمد الجيلالي العمراوي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد القنصل العام الجزائري في تونس نصر الدين لعرابة أن الجزائر لم ولن تنسى أبدا فضل الرجال والمناضلين العرب الذين وقفوا إلى جانبها وآمنوا بعدالة قضيتها التحررية.
وجاء هذا العرض للفيلم الوثائقي “444” ليؤكد على أن الجزائر لا تكتب التاريخ فقط، بل تحفظه وتجسده للأجيال القادمة.