طهران تندد بازدواجية المعايير الأوروبية في الملف النووي الإسرائيلي

طهران تندد بازدواجية المعايير الأوروبية في الملف النووي الإسرائيلي

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، رفض بلاده الدخول في مفاوضات جديدة تكون نتيجتها إنهاء البرنامج النووي بالكامل.

وهذا الرد الإيراني جاء بعد تصريحات علنية من مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التي أعلنت أن بروكسل مستعدة لتسهيل استئناف المحادثات مع إيران، في أعقاب التوترات الأخيرة بالمنطقة.

كايا كالاس، التي نشرت تغريدة على منصة "إكس"، دعت فيها إلى استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن، قالت إنها أبلغت الوزير الإيراني خلال اتصال هاتفي أن أي تهديد من طهران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لا يصب في مصلحة تخفيف التوتر.

 كما شددت على ضرورة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

غير أن الرد الإيراني لم يتأخر، وجاء بنبرة واضحة ترفض الإملاءات الدبلوماسية الأوروبية، حيث قال عراقجي إن منسقة السياسة الخارجية الأوروبية، إن كانت ترى أن هدف أي مفاوضات هو إنهاء البرنامج النووي الإيراني، فإنها بذلك تتجاهل بشكل صريح الحقوق التي تضمنها معاهدة حظر الانتشار النووي لجميع الأعضاء، والتي تكفل لهم استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.

 وأشار إلى أن تصريحات كالاس تعكس ذهنية غربية لا تزال تنظر إلى البرنامج النووي الإيراني باعتباره خطرًا، في حين تتجاهل امتلاك الكيان الصهيوني لترسانة نووية خارج أي إطار قانوني دولي.

وأكّد عراقجي أن قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يُعدّ أحد مرتكزات الاتفاق النووي، فقد قيمته في ظل التصرفات الغربية الحالية، مشيرًا إلى أن آلية "العودة السريعة" التي تلوّح بها بعض الأطراف الأوروبية، لا تستند إلى أي أساس قانوني أو واقعي، بل تهدف فقط إلى ممارسة ضغط سياسي على إيران.

وفي هذا السياق، شدّد عراقجي على أن أي مفاوضات مستقبلية ستكون بلا جدوى إذا لم يُعترف صراحة بحق إيران في تطوير برنامجها النووي لأغراض غير عسكرية، كما نصّت عليه الوثائق الأممية ذات الصلة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت هدأت فيه نسبيًا التوترات العسكرية في المنطقة بعد وقف إطلاق النار، لكن الحرب السياسية والإعلامية لا تزال مستمرة.

وترى طهران أن بعض التصريحات الأوروبية، حتى وإن غُلّفت بلغة دبلوماسية، تُخفي وراءها أجندات تصبّ في مصلحة العدو الصهيوني، الذي يُمارس ضغوطًا متواصلة لعرقلة أي تطور نووي إيراني.

و الجدير بالذكر أن هذا السجال بين إيران والاتحاد الأوروبي لا يمكن فصله عن سياق أوسع من المواجهات الجيوسياسية، حيث بات الملف النووي ورقة تفاوض إقليميّة تستخدمها القوى الغربية لإعادة ضبط التوازن في الشرق الأوسط، في وقت تتحرك فيه إيران نحو توطين المعرفة النووية وتوسيع قدراتها الذاتية.