الأزهر يرفع راية التضامن ويسكت مظاهر الفرح لأجل غزة

الأزهر يرفع راية التضامن ويسكت مظاهر الفرح لأجل غزة
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

أعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوم السبت، تعليق الاتصالات الهاتفية التي جرت العادة أن يجريها بنفسه لتهنئة أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية، إلى جانب إلغاء المؤتمر الصحفي السنوي المخصص لإعلان نتائج الطلاب، وذلك في لفتة رمزية تحمل دلالات إنسانية وسياسية تضامنًا مع أهالي قطاع غزة، الذين يعيشون أوضاعًا كارثية في ظل عدوان متواصل وحصار خانق أدى إلى مجاعة حقيقية تهدد حياة الملايين.

وأوضح بيان صادر عن مشيخة الأزهر الشريف، أن القرار يأتي انطلاقًا من مشاعر الحزن العميق التي تهيمن على المؤسسة وقيادتها، ومواكبة لحالة الغضب والاستياء العارم في صفوف الشعوب العربية والإسلامية إزاء الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين في غزة، لا سيما الأطفال والنساء، وسط صمت دولي مريب وعجز عن إيقاف آلة الحرب والدمار.

وأكد البيان أن شيخ الأزهر، الذي لطالما كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ارتأى أن الواجب الإنساني والديني يفرض إعلاء صوت التضامن مع الشعب الفلسطيني فوق أي مظاهر احتفالية، حتى وإن كانت متعلقة بإنجازات طلابية مستحقة. واعتبر الأزهر أن اللحظة تتطلب وقفة ضمير حي، وأن الفرح الحقيقي لا يكتمل وأهلنا في غزة يقاسون الموت والجوع والتشريد.

وجدد الأزهر دعمه الكامل والثابت لصمود الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة اهتماماته، وأنه سيواصل دوره التاريخي في الدفاع عنها في وجه محاولات التصفية والتطبيع، داعيًا إلى توحيد الصف العربي والإسلامي من أجل إنهاء العدوان ورفع الحصار، والعمل الجاد على تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم الوطنية المشروعة، في مقدمتها حق العودة، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويعد هذا القرار استمرارًا لنهج الأزهر في تفعيل الدور الديني والإنساني في دعم قضايا الأمة، وتأكيدا على أن مؤسسات التعليم والفتوى والدعوة ليست بمعزل عن هموم الواقع، بل تشكل ضميرًا حيًا ومرآة لوجدان الأمة في أشد لحظاتها.