تشهد الساحة الإعلامية البريطانية هزة جديدة بعد إعلان هيئة TV Licensing عن شروعها في رد مبالغ مالية تصل إلى 174 جنيها إسترلينيا لآلاف الأسر البريطانية، في وقتٍ تتراجع فيه نسب متابعة هيئة الإذاعة البريطانية BBC أمام الزحف المتواصل لمنصات البث الترفيهي مثل نتفليكس وأمازون برايم.
ووفقا للتقارير الرسمية، فإن ما يقارب 300 ألف أسرة بريطانية ألغت تراخيص مشاهدة BBC خلال العام الماضي، مفضّلة التحول إلى المشاهدة الرقمية عبر المنصات العالمية، ما جعل BBC تواجه واحدة من أكبر أزمات الثقة والمحتوى في تاريخها الحديث.
وتأتي هذه التطورات وسط جدل واسع بعد استقالة المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية تيم ديفي ورئيسة قسم الأخبار ديبورا تيرنيس، على خلفية فضيحة تحرير فيلم وثائقي تضمن مقاطع مجتزأة عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأحداث اقتحام الكونغرس عام 2021.
هذه الحادثة، التي هزت مصداقية القناة الأعرق في العالم، زادت من نزيف المشاهدين المتجهين نحو المنصات الرقمية التي تقدم محتوى أسرع وأقرب إلى متطلبات الجمهور الحديث.
وفي الوقت ذاته، تشير تسريبات من وزارة الإعلام والثقافة والرياضة البريطانية إلى أن رسوم الترخيص التلفزيوني مرشحة للارتفاع من 174.50 إلى نحو 181 جنيها إسترلينيا خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما أثار استياءً واسعاً بين المواطنين، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
أما الفئات المؤهلة لاسترجاع الرسوم، فتشمل المستفيدين من دعم المعاشات الحكومية، والمكفوفين، والمقيمين في دور الرعاية، والطلاب المقيمين في السكن المشترك.
ويرى خبراء الإعلام أن الأزمة الأخيرة ليست سوى إشارة قوية على التحول التاريخي في عادات المشاهدة البريطانية، حيث لم تعد BBC وحدها مرجعا للمعلومة والترفيه، في عالم تقوده الخوارزميات والاختيارات الفردية.
“المشاهد البريطاني اليوم لم يعد ينتظر ما تبثه BBC، بل يختار ما يشاهده ومتى يشاهده” — أحد المحللين الإعلاميين لصحيفة The Mirror.







