من لاهاي إلى الجزائر...العقول المهاجرة ترسم خارطة اقتصاد المستقبل

نظمت جمعية الجزائريين في الخارج (Algerians Abroad)، أول امس السبت ، أول ماستر كلاس حول الاقتصاد الوطني بصيغة هجينة، جمع بين الحضور الميداني في مدينة لاهاي الهولندية والمشاركة الافتراضية من الجزائر وخارجها.

الحدث شهد حضورا وزاريا رفيعا، تمثل في مشاركة وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، السيد نور الدين واضح، وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، السيد سفيان شايب، عبر تقنية التحاضر المرئي، إلى جانب كوكبة من الكفاءات الاقتصادية الجزائرية بالخارج وخبراء الاستثمار وريادة الأعمال.

جاءت هذه المبادرة تتويجا للقاءات التشاورية السابقة بين الجمعية والمؤسسات الرسمية، وتأكيدا على تطور مسار إشراك الكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج في صياغة الرؤية الاقتصادية للجزائر الجديدة. وشكل اللقاء منبرا مفتوحا لعرض الآفاق الاستثمارية المتاحة في الجزائر، وتقييم التحديات المرتبطة ببيئة الأعمال، لاسيما في ما يتعلق بحاملي المشاريع من الجالية.

وفي مداخلته، كشف السيد كاتب الدولة أن حوالي 15% من المؤسسات الناشئة في الجزائر أنشئت على يد أفراد من الجالية، ما يعكس حجم الإمكانات غير المستغلة. من جهته، قدم الوزير نور الدين واضح عرضا شاملا حول جهود الحكومة في دعم الابتكار واقتصاد المعرفة، موجها دعوة مفتوحة لأبناء جاليتنا المقيمة في بلاد المهجر للانخراط الفعلي في الاقتصاد الوطني والاستفادة من التسهيلات والحوافز الممنوحة.

الماستر كلاس عرف أيضا مداخلات تحليلية من عدد من المتخصصين الجزائريين على غرار سهيل قسوم، عثمان بوكرامي، ويوسف لعرج، الذين ناقشوا أدوات تمويل المشاريع، التحديات البيروقراطية، وسبل تطوير بيئة الأعمال، ضمن نظرة واقعية وتطلعية في آن واحد.

الحدث نظم بدعم من سفارة الجزائر في لاهاي باشراف السفيرة سليمة عبد الحق، وبشراكة مع مؤسسة DAAS، وبرعاية من CJ ICM LOGISTICS، حيث ساهم التنسيق الدبلوماسي المحترف في ضمان انسيابية الفعالية ونجاحها.

جمعية الجزائريين في الخارج، من خلال هذا الحدث، تؤكد مرة أخرى التزامها بمرافقة الكفاءات وتوظيف خبراتها في خدمة تنمية الجزائر، واضعة جسورا جديدة بين العقول المهاجرة والوطن الأم.