1.6 مليون مهاجر في البرتغال… موجة تاريخية تعيد رسم ملامح البلاد

1.6 مليون مهاجر في البرتغال… موجة تاريخية تعيد رسم ملامح البلاد
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

تحولت البرتغال خلال العام الأخير إلى واحدة من أكثر الدول الأوروبية جذبا للمهاجرين، بعد أن بلغ عدد المقيمين الأجانب على أراضيها مستوى قياسيا غير مسبوق قدره 1.

6 مليون نسمة، وفق إحصائيات رسمية حديثة.

الرقم يكشف عن تغيير عميق في البنية الديمغرافية للبلاد، ويعكس سياسة انفتاح اختارتها الحكومة البرتغالية عمدا لتعويض التراجع السكاني ومواجهة النقص الحاد في اليد العاملة، لا سيما في قطاعات مثل البناء، السياحة، الزراعة، والرعاية الصحية.

الوافدون ينتمون إلى عشرات الجنسيات، تتصدرها الجالية البرازيلية، تليها جاليات من المغرب، الهند، أنغولا، وأوكرانيا. هذا التنوع المتسارع جعل من البرتغال نموذجا فريدا في التعايش والانفتاح، في وقت تعاني فيه دول أوروبية أخرى من صعوبات سياسية واجتماعية مرتبطة بملف الهجرة.

سياسات الإقامة المرنة، إلى جانب المناخ المعتدل وتكاليف المعيشة المعقولة نسبيا، ساهمت في جعل البرتغال خيارا مفضلا للهاربين من الأزمات الاقتصادية أو الباحثين عن بداية جديدة داخل أوروبا.

لكن هذا الارتفاع اللافت في أعداد المهاجرين يطرح أيضا تساؤلات محلية حول قدرات الدولة على الاستيعاب، ومدى جاهزية المنظومات الصحية والتعليمية والإدارية لمواكبة هذا التغيير المتسارع.

ورغم التحديات، تحتفظ البرتغال بخطاب رسمي وشعبي مرحب، في مشهد يعكس توازنا نادرا بين الحاجة الاقتصادية واحترام البعد الإنساني للهجرة، ما يجعلها اليوم وجهة لا تكتفي بجذب السياح… بل تبني مستقبلها على تنوع المقيمين فيها.