ألقى عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، مساء أمس الاثنين، محاضرة متميزة في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، بعنوان: "إرث الأمير عبد القادر في بناء السلام في عالم ممزق"، وسط حضور نوعي لنخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين والإعلاميين والمثقفين.
وشهدت المحاضرة حضور سعادة سفير الجزائر لدى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، بالإضافة إلى عدد من أساتذة جامعة أكسفورد المرموقة، وطلبة الدراسات العليا، ودبلوماسيين سابقين، مما أضفى على الفعالية بعدا فكريا ودبلوماسيا راقيا.
وخلال محاضرته، استعرض الشيخ القاسمي الأبعاد الإنسانية والفكرية لإرث الأمير عبد القادر، مسلطا الضوء على إسهاماته الكبرى في ترسيخ قيم التسامح والسلام بين الشعوب، ومؤكدا أن دروس هذا الإرث تظل راهنة وملهمة في عالم يشهد تحديات متزايدة وانقسامات حادة.
وقد تميزت الجلسة بمستوى عالٍ من التفاعل والنقاش، حيث فتح المجال للحضور لطرح الأسئلة عقب انتهاء المحاضرة، فشهدت قاعة النقاش حوارات معمقة ومداخلات رفيعة المستوى، عبرت عن الاهتمام الكبير بموضوع المحاضرة وما أثارته من قضايا فكرية ودبلوماسية حساسة.
وبالمناسبة،أجاب الشيخ القاسمي عن جميع الأسئلة التي طرحت عليه بكل دقة وتوسع، مقدما توضيحات مستفيضة حول سبل توظيف إرث الأمير عبد القادر في تعزيز ثقافة الحوار والسلام في السياقات الدولية المعاصرة.
وفي ختام المحاضرة، كشف الشيخ القاسميّ عن توجه مشترك بين جامع الجزائر ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية للعمل على إبرام اتفاقية تفاهم مستقبلاً، من شأنها أن تفتح آفاق التعاون الأكاديمي والثقافي، بما في ذلك توفير فرص جديدة للباحثين من كلا المؤسستين لتبادل الخبرات وإجراء دراسات مشتركة.
وجاءت هذه الزيارة و المبادرة لتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز التبادل العلمي وتوطيد جسور الحوار الحضاري بين الجزائر وأعرق المؤسسات الأكاديمية العالمية.