أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، في كلمته بمناسبة يوم إفريقيا المصادف لـ 25 ماي 2025، أن القارة السمراء تمضي بثبات نحو بناء مستقبل أفضل، رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها.وقال إن "إفريقيا تُبنى ببطء، ولكن بثبات"، مستلهمًا ذلك من عزيمة شعوبها وإصرارها على تجاوز النزاعات، والتحرر من التبعية والتخلف.
وفي هذا الإطار، برزت الجزائر مجددًا كفاعل محوري في مسار البناء الإفريقي، بفضل مواقفها الثابتة في الدفاع عن قضايا التحرر والوحدة والتنمية في القارة. فمنذ استقلالها، ما فتئت الجزائر ترفع صوت إفريقيا عاليًا في المحافل الدولية، مدافعة عن سيادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، من خلال مبادرات الوساطة لحل النزاعات، ومساندتها المتواصلة لمشاريع التكامل السياسي والاقتصادي بين دول القارة.
وأشار رئيس المفوضية إلى الإمكانات الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية، سواء من حيث الموارد الطبيعية أو الرأسمال البشري، مشددًا على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر، بما تمتلكه من ثروات طاقوية ومعدنية وموقع جغرافي استراتيجي، يجعل منها بوابة رئيسية للتكامل الإفريقي ولتعزيز الشراكة بين بلدان الجنوب.
ومع التوقعات ببلوغ عدد سكان إفريقيا 2.5 مليار نسمة بحلول 2050، تواصل الجزائر استثماراتها الاستراتيجية في البنى التحتية العابرة للحدود، على غرار طريق العبور الإفريقي ومشاريع الربط بالألياف البصرية مع دول الساحل، تجسيدًا لرؤية تقوم على الاندماج والتواصل والتكامل بين دول القارة.
وشدد محمود علي يوسف على أهمية تمكين الشباب والمرأة في صياغة مستقبل إفريقيا، وهي أولوية تتقاطع مع السياسات الجزائرية التي وضعت فئة الشباب في قلب استراتيجيتها التنموية، عبر دعم المقاولات الناشئة، وتسهيل الوصول إلى التمويل، وتوسيع فرص التكوين المهني والتعليم العالي، بما ينسجم مع تطلعات القارة في مجالات الابتكار والعدالة الاجتماعية.
وفي ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، جدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الدعوة إلى تعزيز السيادة الإفريقية على الموارد، معتبرًا أن لا تنمية حقيقية دون تحكم في القرار الاقتصادي. وهي الدعوة التي لطالما تبنتها الجزائر، بوصفها من أبرز المدافعين عن حق الشعوب الإفريقية في استرجاع سيادتها الكاملة على مقدراتها.