349 ميلا بحريا تفصل "حنظلة" عن كسر الحصار على غزة

349 ميلا بحريا تفصل \"حنظلة\" عن كسر الحصار على غزة
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

اقتربت سفينة "حنظلة" من سواحل قطاع غزة، حيث لم يعد يفصلها سوى 349 ميلا بحريا عن القطاع المحاصر، في محاولة جديدة لكسر الحصار الصهيوني الذي يخنق أكثر من مليوني فلسطيني منذ سنوات.

السفينة، التي انطلقت من أحد الموانئ الإيطالية، تقل 21 ناشطًا من جنسيات عربية وغربية، بينهم صحافيان، متحدّين الخطر ومتسلّحين بالإرادة لكشف الجريمة المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، رغم تهديدات الاحتلال المتكررة.

وقد أفاد تحالف أسطول الحرية في بيان له بأن طاقم السفينة رصد 16 طائرة مسيّرة خلال فترة وجيزة لم تتعد 45 دقيقة، بعضها حلّق مباشرة فوق "حنظلة"، ما أثار مخاوف حقيقية من تدخل عسكري قد يعيد إلى الأذهان ما جرى مع السفينة "مادلين" في جوان، و"الضمير" في جويلية، حين تم اعتراضهما بالقوة من قبل قوات الاحتلال. وتحمل "حنظلة" اسم الشخصية الرمزية التي أبدعها الشهيد ناجي العلي، في دلالة على الصمود والتمرد والأمل، ما يمنح هذه الرحلة بعدًا رمزيًا إضافيًا يعبّر عن تحدي القمع والهيمنة.

ومن على متن السفينة، بعثت النائبة الفرنسية غابرييل كاتلا برسالة عبر قناة التحالف على تليغرام أكدت فيها استعداد جميع المشاركين لأي تدخل محتمل، مشيرة إلى أن الطائرات المسيّرة بدأت تقترب من السفينة، ودعت المتابعين إلى التفكير في معاناة الفلسطينيين قائلة: "لا تقلقوا علينا، بل فكّروا في الفلسطينيين، إنهم يتألمون، وما يتعرضون له من إبادة أسوأ مما نواجهه على متن هذه السفينة".

وقد عاد الاتصال مع "حنظلة" بعد ساعات من الانقطاع الذي أثار قلقًا لدى المتضامنين، حيث أكد التحالف مساء الجمعة أن السفينة تقترب أكثر من المياه التي يسيطر عليها الاحتلال، في ظل ظروف متوترة وتحذيرات من تكرار سيناريوهات الاعتراض السابقة. كما أبلغ النشطاء عن محاولات تخريب استهدفت السفينة، من بينها وضع مادة حارقة في خزان ماء، وتخريب أجزاء من المحرك، ما يكشف عن وجود مساعٍ لإفشال هذه الرحلة الإنسانية قبل وصولها إلى غزة.

وليس تحرك "حنظلة" الأول من نوعه، فقد سبقتها محاولات مشابهة تم التصدي لها بعنف، بينما تواصل غزة الغارقة في الحصار والمعاناة استقبال أخبار متضامنين يُصرّون على إحياء الذاكرة الإنسانية في وجه النسيان الدولي. تتزامن هذه الجهود مع وضع كارثي داخل القطاع، حيث يهدد الجوع الآلاف، وسط وفيات مسجّلة بين الأطفال نتيجة سوء التغذية، وانعدام الوصول الإنساني الفعّال، فيما يصمّ العالم أذنيه ويشيح ببصره عن مأساة تتكرّر في وضح النهار.

وفي خضم هذه الأزمة الإنسانية، برزت مبادرة "أسطول الصمود المغاربي" كتعبير عن تضامن شعبي من شمال إفريقيا مع غزة، في خطوة تسعى إلى إرسال قوافل بحرية لكسر الحصار، وتحريك الضمائر من جديد، في لحظة تاريخية باتت فيها المواقف الإنسانية أكثر من ضرورية، وأكثر من رمزية.