ليلة كروية من نار عاشها عشاق الساحرة المستديرة، مساء الثلاثاء، على أرضية ملعب “جيوزبي مياتزا” بميلانو، حيث فرض إنتر ميلان الإيطالي منطقه على برشلونة الإسباني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في واحدة من أكثر المباريات جنونا وإثارة في تاريخ البطولة.
اللقاء جاء استثنائيا في كل شيء: الأهداف، التقلبات، الصدمة، وحتى الوداع المؤلم. دخل "النيراتزوري" بقوة، وكرر سيناريو الذهاب حين تقدم بثنائية نظيفة في الشوط الأول وقعها كل من لاوتارو مارتينيز (د27) وهاكان كالهانوجلو من ركلة جزاء (د45)، ليضع الفريق الإسباني في وضعية حرجة مجددا.
لكن برشلونة، الذي اعتاد الرد على هذا النوع من التحديات، انتفض في الشوط الثاني، ووقع على ريمونتادا مثيرة عبر كل من غارسيا (54)، أولمو (60)، ورافينيا (87)، ما جعل النتيجة 3-2 لصالحه، وسط انهيار بدني واضح للفريق الإيطالي.
وفي اللحظة التي ظن فيها الجميع أن البارصا خطف بطاقة العبور، جاء أتشيربي بهدف قاتل في الدقيقة 90+3، ليعيد الإنتر إلى الواجهة، ويدفع بالمواجهة نحو الأشواط الإضافية.
الضربة القاضية جاءت في الدقيقة 99، حين استغل فراتسي هفوة دفاعية ليسجل هدف الفوز الرابع، ويقصي برشلونة من نصف النهائي بنتيجة 4-3، في مباراة سيخلدها تاريخ دوري الأبطال، بعدما شهدت 13 هدفا ذهابا وإيابا (3-3 في الذهاب، 4-3 في الإياب).
وبهذا الفوز المثير، يحجز إنتر ميلان مكانه في نهائي ميونيخ المرتقب، حيث سيلاقي الفائز من قمة أرسنال وباريس سان جيرمان، والتي تشير نتيجتها إلى تقدم الفريق الباريسي بهدف نظيف في الذهاب.
ليلة ميلانو لم تكن مجرد مباراة، بل رواية أوروبية كتبتها الواقعية الإيطالية على أنقاض الحلم الكتالوني.