أعلن علماء بريطانيون عن نتائج واعدة لعقار وصف بأنه “ثوري”، قد يحدث تحولا كبيرا في علاج مرض السكري من النوع الأول عبر إبطاء تطور المرض بشكل ملحوظ.
وأفادت جين كيربي، محررة الصحة بوكالة PA، أن الدواء الجديد، الذي يخضع حاليا للتجارب السريرية، أظهر قدرة على إبطاء تدمير خلايا بيتا في البنكرياس، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، ما قد يمنح المرضى وقتا أطول قبل الاعتماد الكامل على الحقن اليومية من الإنسولين.
وأوضح الباحثون أن العقار يعمل على تعديل الجهاز المناعي بحيث يقلل من الهجوم المناعي الذاتي الذي يتسبب في تدمير خلايا البنكرياس، وهو السبب الجوهري لظهور النوع الأول من السكري.
وقال البروفيسور المشارك في الدراسة:
“هذه النتائج قد تغيّر قواعد اللعبة بالكامل، ليس فقط في إبطاء المرض، بل ربما في تأجيله أو حتى منعه لدى الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة.”
وبحسب التقديرات، فإن قرابة 400 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها مصابون بالنوع الأول من السكري، بينهم أكثر من 29 ألف طفل، بينما يصل عدد المصابين عالميا إلى ملايين المرضى. ويعد المرض من أخطر الأمراض المزمنة نظرا لاعتماد المصابين على الإنسولين مدى الحياة، والمضاعفات المحتملة على القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكلى.
ويرى خبراء الصحة أن اعتماد هذا الدواء مستقبلا قد يخفف العبء النفسي والاقتصادي على المرضى وعائلاتهم، فضلا عن تقليل التكاليف الضخمة لعلاج المضاعفات الصحية المرتبطة بالمرض.
ورغم النتائج المشجعة، يؤكد العلماء أن الدواء لا يزال في طور التجارب، وأنه يحتاج إلى مزيد من الدراسات واسعة النطاق قبل طرحه رسميا للاستخدام الطبي، ما يعني أن المرضى قد ينتظرون سنوات قليلة قبل الاستفادة الفعلية من هذا الاكتشاف الثوري.
ومع ذلك، يبقى هذا التطور بمثابة بصيص أمل جديد في مسيرة البحث عن حلول جذرية لمرض السكري من النوع الأول، الذي طالما اعتبره الأطباء مرضًا لا علاج له سوى التعايش.