في إطار مساعيها لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي الإقليمي، أشرفت وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات على تأطير أشغال الدورة التاسعة لمجلس الأعمال الجزائري الموريتاني، المنعقدة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وذلك على هامش معرض المنتجات الجزائرية في نسخته السابعة، الذي عرف مشاركة نوعية لرجال الأعمال من البلدين.
وترأس أشغال الدورة كل من السيد يوسف الغازي، رئيس الجانب الجزائري في مجلس الأعمال، والسيد محمد الأفضل ولد بتاح، رئيس الجانب الموريتاني، حيث شهد اللقاء نقاشات مثمرة عكست التزام الطرفين بتجسيد المشاريع الاقتصادية الثنائية الكبرى، وفي مقدمتها الطريق البري تيندوف – الزويرات، وتفعيل الخط البحري التجاري، والعمل على إطلاق خط جوي مباشر بين تندوف وأزويرات، فضلاً عن وضع الأسس العملية لإنشاء منطقة تجارة حرة نموذجية.
وخلال الفعالية، أكد السيد عبد اللطيف الهواري، مدير آليات دعم الصادرات بالنيابة بوزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، في تصريح خص به الصحيفة اللندنية الإلكترونية "الجيريا برس أونلاين"، أن تأطير الوزارة في هذا المنتدى يجسد التزام الدولة الجزائرية بدعم التكامل المغاربي الإفريقي، مشددا على أهمية تفعيل الآليات اللوجستية والقانونية لرفع حجم المبادلات التجارية وتيسير النفاذ إلى الأسواق المجاورة، عبر موريتانيا كبوابة استراتيجية إلى غرب إفريقيا.
كما أبرز الهواري أن الوزارة تعمل حاليا على بلورة حلول مبتكرة تتعلق بآليات التصدير الموجهة خصيصا للأسواق الإفريقية، مضيفا أن الشراكة مع موريتانيا ستنتقل إلى مرحلة أكثر فاعلية بفضل الإرادة السياسية المشتركة والديناميكية التي أطلقها رجال الأعمال من الجانبين.
الاجتماع خرج بتوصيات عملية تمثلت في الدعوة لتسريع توقيع اتفاق تفاضلي لبعض المنتجات ذات الأولوية، وإزالة القيود الجمركية واللوجستية، وتحديث أطر التعاون التجاري بما ينسجم مع التحولات الإقليمية، وفتح الآفاق أمام القطاع الخاص لقيادة الشراكة الاقتصادية المستقبلية بين الجزائر وموريتانيا.
ويؤكد هذا الحدث الحيوي، الذي غطته الصحيفة اللندنية"الجيريا برس أونلاين" من قلب نواكشوط، أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية الموريتانية تخطو بثبات نحو شراكة استراتيجية متكاملة، تنسجم مع رؤية الجزائر الجديدة لتعزيز حضورها في عمقها الإفريقي، وبناء منظومة تجارة إقليمية مبنية على الربح المشترك والتكامل المستدام.