كشف استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة YouGov أن مخاوف البريطانيين من الهجرة بلغت أعلى مستوياتها منذ استفتاء بريكست عام 2016، ما يعكس استمرار القلق الشعبي رغم الوعود المتكررة بضبط الحدود.
وأظهر الاستطلاع أن 53% من البريطانيين يعتبرون السيطرة على الحدود واحدة من أبرز ثلاث مشكلات تواجه البلاد حاليا، متقدمة على قضايا أخرى مثل الاقتصاد أو الرعاية الصحية، في وقت يشهد فيه المشهد السياسي البريطاني انقسامات حادة حول كيفية التعامل مع أعداد المهاجرين.
وقال جيمس تابسفيلد، محرر الشؤون السياسية في Mail Online، إن الأرقام الجديدة قد تضع حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر تحت ضغط متزايد، خاصة مع تصاعد انتقادات المعارضة والحركات اليمينية التي تتهم الحكومة بالعجز عن وقف تدفق المهاجرين عبر القنال الإنجليزي وفي مراكز اللجوء.
وجاء هذا التصاعد في القلق الشعبي متزامنا مع تقارير حكومية تشير إلى وصول أعداد قياسية من المهاجرين إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة، في تحدٍّ لإجراءات الردع التي تبنتها لندن في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اتفاقات مع فرنسا وتشديد سياسات الترحيل.
ويرى خبراء أن عودة ملف الهجرة إلى واجهة اهتمامات البريطانيين بهذه القوة قد يشكل تحديا سياسيا ضخما أمام حكومة حزب العمال الجديدة، في ظل تزايد الأصوات التي تعتبر أن وعود “استعادة السيطرة على الحدود” كانت مجرد شعارات انتخابية لم تجد طريقها للتطبيق العملي.
ويحذر مراقبون من أن استمرار المخاوف الشعبية بشأن الهجرة قد يعيد إحياء الخطاب الشعبوي الذي كان له دور كبير في حسم نتيجة استفتاء بريكست، ما يفتح الباب أمام موجة جديدة من الاستقطاب السياسي والمجتمعي في البلاد.