عاشت الجالية الجزائرية المقيمة في بريطانيا ليلة من العمر، مساء أمس السبت، حين صدح صوت الفنان القدير عبد القادر شاعو في منطقة بارك روايل شمال غرب لندن، ليغمر الحضور بأجواء فنية أصيلة أعادت لهم عبق الوطن وروح الأغنية الشعبية الجزائرية.
وقد اكتظت القاعة بعائلات جزائرية جاءت من مختلف المدن البريطانية، وقد ارتسمت على وجوههم ملامح الفرح والحنين، وهم يلتقون بصاحب الحنجرة الذهبية الذي طالما حمل صوته ذكرياتهم الجميلة.
كما شارك الفنان حكيم صالحي في إحياء هذه السهرة المميزة، التي جاءت بتنظيم رائع من Rostomia Events وقع عليه كل من كمال وهيشام ونسيم، والذين نجحوا في جعل الحفل مناسبة عائلية بهيجة تفيض بالدفء والأصالة.
وكانت اللمسة الجزائرية حاضرة بقوة في تفاصيل السهرة، حيث حرصت بعض العائلات الجزائرية على ارتداء الحايك التقليدي، ما أضفى على الأمسية طابعا تراثيا أصيلا وأجواء مليئة بالفخر والاعتزاز بالهوية، وسط إعجاب الحضور الذي رأى في ذلك صورة حية للجمال الجزائري وتاريخه العريق.
وشهدت السهرة حضورا لافتا للممثلة والفنانة القديرة أوكة نرجس، المعروفة في الوسط الفني باسم جويدة، والتي أثارت ضجة واسعة في الدراما الجزائرية بأدوارها الجريئة والمميزة، حيث شاركت الحضور فرحتهم وكانت محط اهتمام وتقدير أبناء الجالية.
كما قامت السيدة أمال بتقديم عرض خاص لأزياء اللباس التقليدي الجزائري على هامش السهرة، حيث استعرضت تصاميم متنوعة عكست ثراء التراث الجزائري بألوانه ونقوشه المميزة، وهو ما أضفى على الأمسية لمسة فنية وثقافية زادت من ألق الحدث ودفعت الجمهور للتصفيق إعجابًا بهذا التراث العريق.
وشهدت السهرة لحظة مؤثرة حين تم تكريم الفنان عبد القادر شاعو من قبل المنظمين، تقديرا لمسيرته الطويلة وإسهاماته الكبيرة في نشر الأغنية الشعبية الجزائرية والحفاظ على التراث الفني الأصيل.
وقد قامت الصحيفة اللندنية الإلكترونية « ALGERIA PRESS ONLINE » بتغطية هذا الحدث الفني، ناقلة أجواء السهرة وانطباعات الحضور الذين أجمعوا على أن هذه الليلة كانت أكثر من مجرد حفل فني، بل كانت جسرًا يربطهم ببلدهم الأم ويعزز شعورهم بالانتماء والفخر بثقافتهم الجزائرية.
ووصف الكثير من أبناء الجالية هذه الأمسية بأنها ذكرى خالدة ستظل محفورة في وجدانهم، بعدما أعاد لهم عبد القادر شاعو بأغانيه المحبوبة إحساس الفرح والدفء وذكريات الوطن.