في أجواء وطنية خالصة، نظّمت القنصلية العامة للجزائر بتولوز احتفالية مميزة بمناسبة الذكرى الـ62 لاسترجاع السيادة الوطنية، حيث امتدت على مدى ثلاثة أيام وشهدت مشاركة واسعة للجالية الجزائرية، التي توافدت من مختلف أنحاء “المدينة الوردية” والمناطق المجاورة، لتجديد الوفاء لرسالة الشهداء والاحتفاء بملاحم ثورة نوفمبر المجيدة.
بهذه المناسبة، ألقى القنصل العام للجزائر بتولوز والمعتمد لدى إمارة أندورا، نبيل حوحو، كلمة مؤثرة استحضر فيها البطولات الخالدة لمجاهدي جيش التحرير الوطني، الذين بصمودهم وتضحياتهم الجسيمة، مهدوا الطريق لاستقلال الجزائر بعد 132 سنة من مقاومة متواصلة ضد الاستعمار الفرنسي وحلفائه في حلف شمال الأطلسي.
وقد ازدانت احتفالات الخامس من يوليو بحضور رموز الكرة الجزائرية، الذين سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة العربية، لا سيما من خلال الانتصار التاريخي على ألمانيا الغربية في مونديال 1982 بمدينة خيخون الإسبانية. هذا الإنجاز الذي شكّل لحظة مفصلية في تاريخ كأس العالم، بعدما اضطرت الفيفا لتعديل قوانين المنافسة لاحقًا بسبب التواطؤ المعروف بين ألمانيا والنمسا، والذي حال دون تأهل الجزائر المستحق إلى الدور الثاني.
وقد لبّى نجوم “الخُضر” السابقون الدعوة بكل حماس، وشاركوا في مباراة استعراضية ودية ضد فريق “لاعبي كرة القدم الجزائريين بتولوز (FAT)” على ملعب باغاتيل، وسط أجواء من الحنين والفخر.
كما اتسمت الاحتفالات بحضور كثيف لأبناء الجالية الجزائرية من مختلف الفئات، الذين أظهروا من خلال مشاركتهم العفوية مدى ارتباطهم العميق بالوطن الأم. وقد وصف أحد الحاضرين الأجواء قائلاً:
“كانت أمسية رائعة تزينت بالأغاني الوطنية، وأعلام الجزائر التي رفرفت في سماء تولوز، وهتافات الحشود تعبيراً عن الحب والوفاء للجزائر الخالدة.”
من جهتهم، عبّر عدد من الشباب عن اعتزازهم بجذورهم قائلين:“الجزائر تسكن قلوبنا، وستظل كذلك إلى الأبد.”
وقد اختُتمت هذه الاحتفالات المتميزة يوم السبت، بتنظيم حفل استقبال رسمي أقامه السيد القنصل العام، جمع فيه بين رموز الجالية وشخصيات فاعلة، في أجواء ودية طبعتها روح الوطنية والاعتزاز بالانتماء.