مشهد غير مسبوق يكشف قوة تكنولوجيا أبل الأمنية.
شهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ليلة الإثنين 9 جوان 2025، حادثة مثيرة للجدل حين بدأت هواتف آيفون مسروقة من متجر "أبل تاور ثياتر" وسط المدينة، بإصدار رسائل إنذار بصوت عالٍ تدعو لإعادتها، في مشهد غريب تزامن مع احتجاجات عنيفة ضد ممارسات هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE).
الحادثة، التي تم توثيقها بمقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل، أظهرت عدداً من الأشخاص الملثمين وهم يقتحمون المتجر ويستولون على هواتف ذكية وأجهزة إلكترونية، قبل أن يفرّوا إلى الشوارع. لكن المفاجأة كانت عندما بدأت تلك الأجهزة ببث رسائل على شاشاتها بصوت عالٍ:
"يرجى إرجاع هذا الجهاز إلى متجر Apple Tower Theatre. تم تعطيل هذا الجهاز ويتم تتبعه. تم إشعار السلطات المحلية."
هذه الرسائل الصوتية حولت الشوارع إلى مسرح جريمة معلن، لا يمكن تجاهله لا من قبل المارة ولا من قبل الشرطة، حيث قامت إدارة شرطة لوس أنجلوس باعتقال عدد من المشتبه بهم، بينهم من ارتبط مباشرة بعملية السطو على متجر أبل.
ما أذهل كثيرين، هو قدرة شركة أبل على التحكم الكامل بالأجهزة المسروقة. فبفضل نظام أمني متقدم مخصص لمتاجرها، يتم تعطيل الأجهزة تلقائيًا عند خروجها من المتجر بدون ترخيص، وتبدأ بإصدار تنبيهات صوتية وتُفعَّل خاصية التتبع دون تدخل يدوي.
ويُعتبر هذا النظام أكثر تطورًا من ميزة "حماية الجهاز المسروق" المتوفرة في تحديثات iOS للمستخدمين العاديين، حيث يُصمّم خصيصًا لتأمين متاجر البيع بالتجزئة، ما يجعل من إعادة بيع الأجهزة أو الاستفادة منها أمرًا مستحيلاً بالنسبة للسارقين.
الحادث لم يكن معزولًا، بل جاء في خضم موجة احتجاجات بدأت يوم 6 جوان 2025، على خلفية حملة اعتقالات نفذتها هيئة الهجرة الأمريكية وأسفرت عن توقيف أكثر من 40 شخصًا. ومع تصاعد التوتر، تحولت التظاهرات إلى أعمال شغب، مست بعض المتاحف كالمتحف الوطني الأمريكي-الياباني، الذي تعرض للتخريب، إلى جانب محلات تجارية شهيرة مثل أديداس ومتاجر للمجوهرات وحتى صيدليات.
صرح أحد أصحاب المحلات المتضررة في لقاء مع قناة أمريكية:
"ما يحدث لا علاقة له بالاحتجاج. هذا مجرد نهب منظم."
وقد قُبض على أكثر من 100 شخص، بينهم مشتبه به متهم بمحاولة القتل بعدما ألقى زجاجة حارقة على قوات الأمن.
ومع تصاعد الأحداث، تدخلت السلطات الفيدرالية، حيث أمر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بنشر 2000 جندي من الحرس الوطني، تلاهم تعزيزات إضافية تضم 2000 جندي و700 عنصر من مشاة البحرية، بكلفة قدرت بـ134 مليون دولار.
من جهتها، نشرت عمدة لوس أنجلوس كارين باس بيانًا عبر منصات التواصل الاجتماعي قالت فيه:
"كل من شارك في أعمال التخريب أو النهب لا يهتم بقضية المهاجرين. سيتم تقديمهم للعدالة."
تجربة أبل تطرح نموذجًا جديدًا في مجال حماية التجزئة، لكن في الوقت ذاته، تُعيد طرح أسئلة جوهرية حول العلاقة بين الاحتجاجات السلمية، والانزلاق إلى الفوضى، وأهمية التعاون بين التجار، والمجتمع المدني، والشرطة لضمان الاستقرار.