دعت الحكومة البريطانية شعبها ومؤسساتها إلى الاستعداد لاحتمال تعرض المملكة المتحدة لهجوم مباشر على أراضيها، في ظل تنامي التهديدات الجيوسياسية و"تحول العالم إلى بيئة أكثر خطورة وتقلبا".
التحذير جاء ضمن مراجعة استراتيجية أمنية نشرت بالتزامن مع انعقاد قمة الناتو في مدينة لاهاي، حيث أكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن بريطانيا باتت تواجه تحديات غير مسبوقة، بدءا من العدوان الروسي المتصاعد، وصولا إلى أنشطة إيران الخارجية ضد المعارضين، إلى جانب تصاعد التوترات التكنولوجية والأيديولوجية في العالم.
المراجعة ذكرت بوضوح أن بعض الخصوم "يعدون العدة لصراعات مستقبلية" قد تشمل استهداف إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد، ولفتت إلى ضرورة الاستعداد لسيناريوهات "حرب فعلية قد تطال الداخل البريطاني لأول مرة منذ أجيال".
وفي مقدمة الوثيقة، كتب ستارمر: "العالم تغير...العداء الروسي يهدد القارة، والمنافسة الاستراتيجية تتسارع، والتكنولوجيا تعيد تشكيل طبيعة الحرب والأمن الداخلي. نحن نعيش عصرًا تتحرك فيه الدول المعادية على أرضنا".
كما تعهد رئيس الوزراء برفع الإنفاق الدفاعي تدريجيا إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، مؤكدا أن بريطانيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المخاطر المتزايدة التي تطرق أبوابها.
ويأتي هذا التحول في الخطاب الأمني عقب تقارير دفاعية دعت إلى توسيع الصناعات العسكرية البريطانية، لا سيما في مجالات الطائرات المسيرة والغواصات والذكاء الاصطناعي، في وقت تتسابق فيه القوى الكبرى على التسلح بأسلحة المستقبل.