لقاء القمم الإسلامية: جامع الجزائر ومسجد لندن على طريق الشراكة

قام الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، صباح اليوم الاربعاء، بزيارة رسمية إلى المسجد المركزي الثقافي الإسلامي بلندن (مسجد ريجنتس بارك)، أحد أبرز منارات الفكر الإسلامي في أوروبا، حيث كان في استقباله الدكتور أحمد الدبعيان، المدير العام للمركز، وعدد من المسؤولين.

وخلال الاستقبال، قدّم الدكتور الدبعيان عرضا تفصيليا تناول فيه نشأة المركز وتاريخه العريق، بالإضافة إلى الأنشطة الدينية والتعليمية والثقافية التي يقدمها لخدمة الجاليات المسلمة في بريطانيا وأوروبا، مؤكدا الدور المحوري الذي يلعبه المسجد في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح.

جاءت هذه الزيارة في إطار برنامج مكثف بدأه الشيخ القاسمي منذ وصوله إلى العاصمة البريطانية، بدعوة من مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، التابع لجامعة أوكسفورد، حيث ألقى محاضرة فكرية متميزة حول الإرث الروحي والفكري للأمير عبد القادر، مسلطا الضوء على مكانته كرمز عالمي للمقاومة والسلام.

وقد شكل اللقاء مع مسؤولي المركز مناسبة لتبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون بين جامع الجزائر والمسجد المركزي بلندن، حيث عبر الطرفان عن رغبتهما في تطوير شراكة مؤسساتية تشمل مجالات التعليم الديني، الحوار بين الأديان، والتبادل الثقافي والفكري، بما يخدم القيم الإسلامية الجامعة ويعزز الحضور الفاعل للإسلام في السياق الأوروبي.

وفي كلمته، أكد الشيخ القاسمي أن "الجزائر تؤمن بضرورة مد جسور الشراكة بين المؤسسات الإسلامية عالميا، لترسيخ قيم الاعتدال والانفتاح، وإبراز الوجه الحضاري للإسلام في المجتمعات الغربية".

وتعد هذه الزيارة محطة استراتيجية في مسار التقارب والتفاهم الديني والثقافي بين الجزائر والمملكة المتحدة، ورسالة واضحة بأن الحوار والتعاون بين المؤسسات يمثلان السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المشتركة وتكريس القيم الإنسانية الرفيعة.