عطاف: الجزائر تدعم المساعي الرامية لإعادة تموضع الإتحاد الإفريقي

عطاف: الجزائر تدعم المساعي الرامية لإعادة تموضع الإتحاد الإفريقي
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

شدد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، على ضرورة بلورة رؤية دبلوماسية إفريقية فاعلة على الأرض، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة التي تعرفها القارة الإفريقية، مجددًا دعم الجزائر الكامل لمساعي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، لإعادة تموضع الاتحاد وتعزيز دوره.

وجاءت تصريحات عطاف، خلال مشاركته في قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي حول “إحياء جهود الوقاية من النزاعات وتسويتها في إفريقيا”، المنعقدة على هامش أشغال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث ألقى كلمة حذّر فيها من ثلاثة عوامل رئيسية تُضعف الأمن والاستقرار في القارة.

وأكد الوزير أن القارة لم تعرف في تاريخها الحديث هذا الكمّ من الأزمات وبؤر التوتر المتزامنة، مشيرًا إلى أن مناطق مثل الساحل، والقرن الإفريقي، والبحيرات الكبرى، وأجزاء من شمال إفريقيا، تشهد تصاعدًا في الاضطرابات، ما يؤثر سلبًا على حياة الملايين ويهدد مستقبل القارة بأكملها.

وفي ما وصفه بالعامل الثاني “الأكثر إثارة للقلق”، أوضح عطاف أن الإرهاب بات التهديد الرئيسي للسلم في إفريقيا، حيث شهدت القارة ارتفاعًا مروعًا بنسبة 400% في عدد الهجمات الإرهابية خلال العقد الماضي، و237% في عدد الوفيات الناتجة عنها، مشيرًا إلى أن إفريقيا تسجل اليوم نحو 63% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب عالميًا، فيما تحوّل مركز الثقل العالمي لهذا التهديد إلى منطقة الساحل، التي تحتل وحدها أكثر من 51% من وفيات الإرهاب عبر العالم، مقابل 1% فقط عام 2007.

أما العامل الثالث، فتمثل، حسب عطاف، في تراجع الاستجابة الدبلوماسية على المستوى القاري، حيث لم تعد جهود الوساطة وعملية السلام تواكب تصاعد الأزمات، ما خلق فراغًا استغلته قوى عدم الاستقرار، في وقت تشهد فيه الجهود الدولية هي الأخرى تقهقرًا، من خلال تقليص الدعم لبعثات حفظ السلام.

وفي هذا السياق، عبّر الوزير عن دعم الجزائر الكامل لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، في مساعيه لإعادة تنشيط العمل القاري، داعيًا إلى تعزيز الدور الميداني لمبعوثي الاتحاد الإفريقي وممثلي الرئيس في مختلف بؤر النزاع، والعمل على تفعيل آليات صنع السلام والمصالحة.

وختم عطاف بدعوة الدول الأعضاء إلى تحمّل مسؤولياتها الجماعية، من خلال تطوير آليات فعالة، وتوفير الموارد الضرورية، وضمان تنفيذ الالتزامات المعلنة في سبيل حفظ السلم والأمن بالقارة.