رئيس الجمهورية: صمت المجتمع الدولي يمهد لتصفية القضية الفلسطينية

رئيس الجمهورية: صمت المجتمع الدولي يمهد لتصفية القضية الفلسطينية
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن القضية الفلسطينية تشهد اليوم مخططات تصفية ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يصرّ على فرض “رؤيته العبثية” لسلام يخدم أطماعه فقط، ويُقصي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويحرم دول الجوار من أمنها واستقرارها.

وفي رسالة وجّهها إلى القمة العربية المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد، السبت، وتلاها نيابة عنه وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، قال الرئيس تبون إن العالم العربي يعيش مرحلة مفصلية أمام تحديات غير مسبوقة، تتطلب تماسكًا عربيًا حقيقيًا يعيد الاعتبار للعمل المشترك ويستعيد فاعلية جامعة الدول العربية في محيط دولي متغير.

وقال رئيس الجمهورية في كلمته:”قضيتنا المركزية، فلسطين، تتعرض لهجمة تصفوية متصاعدة، في ظل إصرار الاحتلال على فرض رؤيته الخاصة لسلام مشوّه، يقوم على أنقاض الحقوق الفلسطينية، ويمنح الاحتلال هيمنة مطلقة دون رقيب أو منازع.”

وأضاف أن هذا “السلام المزعوم” لا يخدم سوى الأطماع التوسعية للاحتلال، مشيرا إلى أن دول الجوار تحرم بموجبه من مقومات الاستقرار والطمأنينة، فيما يُختزل الأمن الإقليمي في منطق القوة والهيمنة.

وذكّر الرئيس تبون أن الجامعة العربية بلغت عقدها الثامن في وقت يتعاظم فيه التهديد للأمن العربي، مؤكدا أن أوضاع العديد من الدول العربية تشهد تدهورًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا متسارعًا، وسط تزايد التدخلات الخارجية ومحاولات بثّ الشقاق والانقسام داخل المجتمعات.

وأشار إلى أن المناخ الدولي الراهن يعكس توجهًا نحو طمس أسس العلاقات الدولية المتعارف عليها، وتكريس منطق “الحق مع القوة”، بدلًا من منطق الشرعية والعدالة، وهو ما يستدعي تحركًا عربيًا موحدًا في مواجهة هذه التحولات.

وفي هذا السياق، شدد تبون على ضرورة إصلاح جامعة الدول العربية، “التي تأسست في زمن وظروف مغايرة تمامًا للواقع الراهن”، مع ضرورة تكييف آلياتها وهياكلها مع المتغيرات والتحديات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.

واعتبر أن الدفاع عن القضية الفلسطينية ليس تكرما من الدول العربية، بل “وفاء لأمانة تاريخية، ومسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق الأمة جمعاء والإنسانية بأسرها”.

كما دعا إلى تضامن فعلي مع كل من لبنان وسوريا، مؤكدًا أن وحدة وسلامة أراضيهما تظل جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن في الشرق الأوسط. وشدد أيضا على ضرورة تفعيل الدور العربي في حل الأزمات المستعرة في السودان، ليبيا، اليمن، والصومال، حيث أدى غياب الموقف العربي إلى فتح المجال أمام تدخلات أجنبية عرقلت الحلول الوطنية.

وفي ختام كلمته، جدد الرئيس تبون التزام الجزائر بمواصلة أداء دورها في تمثيل الصوت العربي داخل مجلس الأمن الدولي خلال عهدتها الثانية، مشيرا إلى سعي الجزائر لإيصال هموم الأمة والدفاع عن طموحاتها بـ”تفان وأمانة وإخلاص”.