في زمن التوتر وخطاب الكراهية...القاسمي يطالب بحراسة اللسان وحماية الوطن

في زمن التوتر وخطاب الكراهية...القاسمي يطالب بحراسة اللسان وحماية الوطن
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

وجه فضيلة الشيخ الدكتور محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، دعوة صريحة لترشيد الخطاب العام ومواجهة ظاهرة الكراهية بالعقل والحكمة لا بردود الفعل والانفعال، مؤكدا أن جامع الجزائر لا ينعزل عن قضايا الأمة ولا يتخلى عن دوره التنويري في زمن الفتن والاضطرابات الرمزية.


وجاءت كلمة الشيخ القاسمي خلال افتتاح ندوة فكرية احتضنتها المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية بدار القرآن، الثلاثاء 24 جوان 2025، تحت عنوان: "خطاب الكراهية: قراءة في الأسباب والمظاهر وسبل التجاوز"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية المصادف لـ 18 جوان.


في مداخلته، طرح عميد الجامع سبع وصايا فكرية وعملية لفهم ظاهرة خطاب الكراهية والتعامل معها: أولها أن خطاب الكراهية ليس رأيا حرا، بل سلوك لغوي يقصي الآخر ويحرض ضده باسم الحرية الزائفة، ويلبس العداءَ ثوبَ التعبير.

ثانيًا، أشار إلى انتقال هذا الخطاب من مستوى القول إلى الفعل، خاصة في الفضاء الرقمي الذي أصبح بيئة خصبة لتعميم الصور النمطية والتضليل العنيف المغلف بالفكاهة.


وفي وصيته الثالثة، نبه إلى خطورة الخطاب على النسيج الوطني، لما يخلفه من هشاشة في الثقة وتآكل في السلم المجتمعي.


كما أكد القاسمي في وصيته الرابعة، على أن المرجعية الدينية الوطنية تمثل صمام الأمان ودرعًا أخلاقيًا ضد الكراهية، داعيا الأئمة والمرشدين والدعاة إلى أداء أدوارهم بخطاب يجمع ولا يفرّق، ويرتقي بالذوق والوعي.

وفي وصيته الخامسة عرج، على المقاربة الجزائرية الرسمية، التي لم تكتف بالجانب القانوني فقط (كقانون تجريم خطاب الكراهية رقم 20-05)، بل حرصت على بناء وعي تحصيني تربوي وثقافي وإعلامي.


وفي الوصية السادسة و الاخيرة ، شدد القاسمي على ضرورة الانتقال من مجرد مقاومة الظاهرة إلى بناء منظومة وقائية متكاملة، تنطلق من الأسرة وتمتد إلى المدرسة والجامعة والمسجد والإعلام، لتربية النشء على أخلاق الاختلاف، وأدب التعبير، وثقافة احترام الآخر.


وفي ختام كلمته، أطلق نداءً وطنيا من جامع الجزائر، معلم الأمة، موجها الدعوة لكل الجزائريين لترشيد الخطاب، ومواجهة الكراهية بالتي هي أحسن، مؤكدا أن الكلمة أمانة، وقد تكون لبنة في بناء وطن أو أول شرارة لخرابه.


وفي الاخير، عرفت الندوة  أيضا سلسلة من المداخلات العلمية قدمها أساتذة متخصصون، تناولوا الظاهرة من زوايا دينية، قانونية، إعلامية واجتماعية، واختتمت بتكريم المشاركين وتوزيع شهادات التقدير.