أكد الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، على أهمية تفعيل حركة الاجتهاد وإحياء فقه الأولويات والمقاصد، باعتبارهما حجر الزاوية في تجديد الفكر الإسلامي ومواكبة التحولات التي يشهدها العالم المعاصر.

وجاءت تصريحات الشيخ القاسمي خلال كلمته في اليوم الثالث من فعاليات الملتقى الدولي السابع عشر للمذهب المالكي، المنعقد بدار الثقافة "الأمير عبد القادر" بولاية عين الدفلى، تحت شعار: “منظومة الزكاة في المذهب المالكي: الأبعاد الحضارية والتنموية في ظل التحديات المعاصرة.”

وقال عميد جامع الجزائر إن “الاجتهاد هو روح الشريعة الإسلامية ومنبع حياتها”، مشددًا على أن “الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان”، وأن الأمة في أمسّ الحاجة اليوم إلى فقه حيّ يواكب تطورات الحياة وينظّم مصالح البشر وفق مقاصد الشريعة السامية.

وأوضح أن تفعيل فقه الأولويات والمقاصد من شأنه أن يبرز عظمة الإسلام وسماحته في مختلف مجالات الحياة، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية شريعة ربانية خالدة، تتسم بالمرونة والتفاعل مع الواقع دون أن تفقد ثوابتها أو قيمها الأصيلة.

وفي مداخلته العلمية المعنونة بـ “إخراج الزكاة بين التعجيل والتأجيل في ظل الظروف الطارئة والجوائح القاهرة”، شدّد القاسمي على أن الزكاة ليست مجرد عبادة مالية، بل نظام اجتماعي يضمن الأمن والتكافل في المجتمع، محذرًا من التهاون في أداء هذا الركن العظيم.
وقد تناولت مداخلته أربعة محاور أساسية، أبرزها:
*- تأجيل إخراج الزكاة في حال وجود موانع ظرفية قاهرة.
*- التعجيل في إخراجها لدعم المتضررين في الأزمات.
*- اعتبار التعجيل بالزكاة من المسارعة في الخيرات.
*- الدعوة إلى تفعيل فقه الأولويات والمقاصد في التعامل مع المال العام.

وفي ختام الملتقى، دعا الشيخ القاسمي من أنعم الله عليهم بالمال إلى تحسس حاجات إخوانهم أفرادًا ومؤسسات، خاصة في الأوقات العصيبة، معتبرًا أن “الصدقة والعطاء في زمن الشدائد تجسيد حقيقي لروح الإسلام ومقاصده.”

كما شارك عميد جامع الجزائر في حفل تكريم الأساتذة والباحثين المشاركين في الملتقى، الذين قدِموا من الجزائر وعدة دول عربية وإسلامية، تقديرًا لإسهاماتهم العلمية في إثراء النقاش حول قضايا الفقه المالكي وتجديد الفكر الديني.







