ترامب يربك الأسواق العالمية...والمستثمرون يفرون نحو بريطانيا

ترامب يربك الأسواق العالمية...والمستثمرون يفرون نحو بريطانيا
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

تسببت الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أزمة ثقة متصاعدة داخل الأسواق المالية، دفعت كبار المستثمرين العالميين إلى الهروب من السندات الأمريكية واللجوء إلى بريطانيا كملاذ أكثر أمانا.

عمالقة إدارة الأصول، مثل بلاك روك، فانغارد، ومجموعة فينيكس، التي تدير أصولا تتجاوز 20 تريليون دولار، قاموا مؤخرا بشراء مليارات الجنيهات من السندات الحكومية البريطانية (gilts)، بعد أن خفضوا استثماراتهم في الديون السيادية الأمريكية.

وقالت شركة بلاك روك إن السندات البريطانية أصبحت "جذابة" بالمقارنة مع سندات الخزانة الأمريكية، مشيرة إلى أن سياسات ترامب التجارية وفرضه لرسوم جمركية متزايدة تهدد مكانة الدولار كعملة ملاذ آمن.

من جهته، أكد سيمون بلاندل، مدير محفظة بقيمة 90 مليار دولار في بلاك روك: "إذا بدأ المستثمرون في جميع أنحاء العالم في البحث عن بدائل آمنة بعيدا عن الولايات المتحدة، فإن السوق البريطانية والسندات الأوروبية قد تكون المستفيد الأكبر."

حتى شركة فانغارد، التي تدير أكثر من 10 تريليونات دولار، أكدت أنها رفعت من حجم استثماراتها في السندات البريطانية طويلة الأجل، رغم موجة البيع الأخيرة التي شهدها السوق.

وفي هذا الاطار، رحبت الأوساط الاقتصادية البريطانية بهذا التحول الكبير، خاصة في ظل الضغوطات التي تواجهها الحكومة البريطانية لتمويل عجزها وتغطية فوائد ديونها التي تجاوزت 100 مليار جنيه سنويا.

التحول نحو السوق البريطانية يأتي أيضا في وقت حساس للاقتصاد العالمي، إذ تهدد الحرب التجارية بدفع العالم نحو حالة ركود جديدة. كما أن تراجع الثقة في الأصول الأمريكية قد يعيد تشكيل موازين الاستثمار العالمية، ويمنح بريطانيا دورا ماليا متجددا بعد مرحلة ما بعد بريكست.

هذا الانجذاب المتزايد نحو الجنيه الإسترليني والسندات البريطانية ينظر إليه كإشارة إلى تغير المزاج الاستثماري العالمي، في ظل تصعيد غير مسبوق للرسوم الجمركية والسياسات الحمائية التي يتبناها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.