التقى فضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، بمعالي السيد غانم بن شاهين الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، وذلك صباح اليوم الاثنين، بالعاصمة القطرية الدوحة، وبحضور سعادة سفير الجزائر بقطر، السيد صالح عطية.
اللقاء الذي جمع رمزين من رموز العمل الديني في العالم العربي، شكل فرصة لمناقشة سبل توسيع التعاون بين جامع الجزائر والمؤسسات الدينية والعلمية القطرية، في ظل تحولات عالمية متسارعة، تتطلب تعزيز الشراكات الفكرية والروحية بين دول العالم الإسلامي.
كما استعرض الطرفان الدور المحوري لمجمع الفقه الإسلامي الدولي في معالجة القضايا المستجدة والنوازل المعاصرة، والآمال المعقودة على دور العلماء في صياغة اجتهادات جماعية رصينة، تجمع بين أصالة النصوص وواقعية السياق.
وجاء هذا اللقاء تزامنا مع مواصلة أشغال المجمع، الذي يعد من أبرز المنصات الفقهية الدولية وأكثرها تأثيرا، حيث تشهد هذه الدورة أوسع مشاركة في تاريخ المؤسسة، بأكثر من 250 عالما وخبيرا من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وبحوث بلغت 187 بحثا علميا.
وتتناول هذه الدورة جملة من القضايا الحيوية، منها فقه الطفولة في ظل التحولات الاجتماعية، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وأثر الأمراض النفسية على الأهلية، ونوازل الاقتصاد الإسلامي، وأحكام الأغذية المعدلة وراثيا، وغيرها من الإشكالات الكبرى التي تتطلب معالجة فقهية متزنة وعصرية.
ويعكس حضور الشيخ القاسمي في هذا المحفل العلمي الدولي استمرار الحضور الجزائري الفاعل في ساحات الاجتهاد المؤسسي العالمي، ومكانة جامع الجزائر كمؤسسة علمية مرجعية تسعى لبناء خطاب ديني متجدد، يعزز قيم التعايش، ويحمل هموم الأمة بوعي ومسؤولية.