شهدت مقاطعة كاتانيا بجزيرة صقلية الإيطالية، أول أمس الاربعاء ، حدثا مميزا واستثنائيا تمثل في افتتاح مركز الأمير عبد القادر للبحوث والدراسات الإستراتيجية والحوار المتوسطي، وهو صرح علمي وثقافي يحمل رسالة نبيلة مستوحاة من قيم الأمير عبد القادر في التسامح والعدالة والحوار بين الحضارات.
حضر حفل الافتتاح كل من سعادة سفير الجزائر بروما السيد محمد خليفي، والقنصل العام للجزائر بنابولي السيد شوقي شمام، إلى جانب رئيس المركز السيد عبد الحفيظ خيط، وأسقف كاتانيا المطران لويجي رينا (Luigi Renna)، وعدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والدينية وممثلي المجتمع المدني، ما أضفى على المناسبة طابعا دوليا يجسد عمق العلاقات الجزائرية الإيطالية وروح التفاهم بين ضفتي المتوسط.
في أجواء احتفالية راقية تعكس عمق الروابط الثقافية والإنسانية بين الجزائر وإيطاليا، ألقى سعادة السفير محمد خليفي كلمة مؤثرة أبرز فيها دور الدبلوماسية الثقافية في ترسيخ قيم السلام، مشيدا بشخصية الأمير عبد القادر باعتباره رمزا عالميا للعدالة والحرية والتعايش السلمي بين الشعوب.
وأكد أن القيم التي نادى بها الأمير — الحوار، التسامح، والاحترام المتبادل — لا تزال تشكل اليوم نموذجا إنسانيا راقيا يحتذى به في عالم تزداد فيه الحاجة إلى جسور التفاهم.
من جهته، أوضح رئيس المركز السيد عبد الحفيظ خيط أن تأسيس هذا الصرح العلمي جاء انطلاقا من الحاجة إلى إنشاء فضاء مستقل للتفكير والتحليل والحوار حول القضايا الجيوسياسية والثقافية والاجتماعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن المركز يلتزم بقيم الحوار، والصرامة العلمية، والاستقلالية الفكرية، والانفتاح على التنوع الإنساني، مستلهما في ذلك النهج الإنساني للأمير عبد القادر، المدافع الأبدي عن الكرامة والحرية.
ويعد عبد الحفيظ خيط من الوجوه الجزائرية البارزة في المشهد الديني والأكاديمي بإيطاليا، إذ يشغل منصب إمام المسجد الكبير في كاتانيا منذ عام 1997، ورئيس الجالية الإسلامية في صقلية، ونائب رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا (U.CO.II)، وهو أيضا عضو في عدة هيئات استشارية وعلمية محلية ودولية. خريج جامعة سطيف في العلوم الاقتصادية عام 1991، وحاصل على ماجستير في تاريخ وثقافة بلدان المتوسط من جامعة كاتانيا، حيث يواصل اليوم تحضير أطروحة الدكتوراه في العلوم السياسية.
يهدف مركز الأمير عبد القادر إلى المساهمة في تطوير الدراسات المتوسطية، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية والروحية، وبناء جسور فكرية وأخلاقية بين الشعوب. إنه مشروع يرمز إلى عودة فكر الأمير عبد القادر إلى قلب المتوسط، كرسالة عالمية للسلام الإنساني والتعايش الحضاري.







