ندّدت الحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا بتكرار التصريحات الاستفزازية التي يوجهها وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، تجاه الجزائر.وجاء ذلك في بيانٍ رسمي أصدره الأمين العام للحركة، ناصر خباط، الذي أكد أن هذه التصريحات تشكل مغالطات متعمدة وتتناقض مع العلاقات التاريخية بين البلدين.
وقال خباط: "منذ عدة أشهر، ما فتئ وزير الداخلية الفرنسي يوجّه تصريحات استفزازية تمس كرامة الجزائر وشعبها". وأضاف أنه على الرغم من الحملة المستمرة من قبل الوزير الفرنسي، يظل السؤال قائمًا: "هل هذه التصريحات تأتي في إطار نهج سياسي محدد، أم أنها مجرد استجابة لمطالب اليمين المتطرف والوسط الفاشي في فرنسا؟"، في إشارة إلى الجناح السياسي الذي يرفع شعارات الامبراطورية الاستعمارية ويطمح إلى العودة إلى الهيمنة الاستعمارية التي فرضتها فرنسا في الماضي.
وذكر الأمين العام للحركة أن تصريحات روتايو تفضح رغبة مكبوتة في العودة إلى ماضي الاستعمار الفرنسي، مشيرًا إلى أن الوزير الفرنسي لا يمثل فرنسا الحديثة بل يعبر عن طموحات فئة معينة، ترى في الاستعمار ماضٍ مشرفًا. كما اعتبر أن الإشارة إلى "إهانة مزعومة" لفرنسا في إطار هذه التصريحات هي إهانة للتاريخ، خصوصًا في ظل العلاقة المتوترة بين الجزائر وفرنسا بعد عقود من الاستعمار.
وأوضح ناصر خباط أن صمت الجالية الجزائرية في فرنسا على هذه التصريحات ليس تعبيرًا عن الخضوع، بل هو بمثابة موقف سياسي ناضج، يشير إلى الوعي العميق بالمسائل الوطنية. وأكد أن هذا الصمت يعكس مواقف مبدئية تتسم بالرصانة السياسية، والتي يبدو أن بعض أعضاء الحكومة الفرنسية قد افتقدوها في وقت يزداد فيه الاستغلال السياسي للتاريخ الجزائري من قبل بعض الأطراف داخل فرنسا.
وفي ختام البيان، شدد الأمين العام للحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا على رفض أي محاولات لاستغلال تاريخ الجزائر وهويتها الوطنية لأغراض انتخابية، معبرًا عن رفضه التام "للانحراف القومي" الذي يسعى لاستغلال التاريخ والهوية الجزائرية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الحقيقة والتاريخ.
وتواصل الحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا المطالبة بالاعتراف بالماضي الاستعماري والاعتذار الرسمي من فرنسا عن أفعالها خلال فترة الاستعمار، مشيرة إلى ضرورة بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والفهم العميق للتاريخ المشترك بين البلدين.