بولتون يحرج واشنطن: تجاهل الصحراء الغربية يفتح إفريقيا أمام موسكو وبكين

بولتون يحرج واشنطن: تجاهل الصحراء الغربية يفتح إفريقيا أمام موسكو وبكين
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق وممثل الولايات المتحدة الأسبق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، إلى تصحيح مسار السياسة الأمريكية في ملف الصحراء الغربية، محذرا من تداعيات تجاهل استحقاق تقرير المصير، في وقت تسجل فيه الصين وروسيا اختراقا متناميا في العمق الإفريقي.

وقال بولتون، في مقاله المنشور بجريدة واشنطن تايمز، إن "الصحراويين لا يمكن وصفهم بالإرهابيين"، معتبرا أن تجاهل تنفيذ استفتاء تقرير المصير المتفق عليه في مخطط الأمم المتحدة لعام 1991، يفتح الباب أمام قوى منافسة مثل موسكو وبكين لترسيخ وجودها في شمال وغرب إفريقيا على حساب المصالح الغربية.

وتحدث بولتون عن الدور التاريخي للولايات المتحدة في الدفع بقرار مجلس الأمن رقم 690 سنة 1991، والذي أسس لمهمة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء يسمح لشعب الصحراء الغربية باختيار مستقبله بحرية. غير أن المغرب – حسب بولتون – عرقل مرارا تنفيذ هذا الاستحقاق خوفا من نتيجة قد تفضي إلى الاستقلال.

ولفت إلى أن جبهة البوليساريو، التي تمثل الصحراويين وتقيم في مخيمات اللاجئين بتندوف، لم تصنف قط كحركة متطرفة، بل ظلت تحظى بزيارات وتعاون من منظمات أمريكية غير حكومية، وهو ما يفنّد – حسب تعبيره – "محاولات شيطنتها وربطها دون دليل بإيران أو الإرهاب".

كما أشار بولتون إلى الدور الحاسم للجزائر في دعم الصحراويين، معتبرا أن التحولات الجيوسياسية الحالية، بما في ذلك توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية بين الجزائر وواشنطن في عهد الرئيس ترامب، تفتح أفقا جديدًا لإعادة التوازن الإقليمي على أسس من الشفافية والاحترام المتبادل.

وختم بولتون مقاله بدعوة صريحة إلى الإدارة الأمريكية لاستعادة دورها في هذا الملف، والوقوف إلى جانب ما أسماه بـ"الشرعية الدولية" عبر تمكين الشعب الصحراوي من اختيار مصيره، بعيدا عن المصالح الضيقة والدعايات السياسية.