استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يوم الأربعاء الماضي، وفدا من الإعلاميين اللبنانيين، من بينهم موفدة جريدة "النهار العربي"، في جلسة ودية بقصر المرادية، عقب اختتام الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الجزائر.
وخلال هذا اللقاء غير الرسمي، فضّل الرئيس تبون تأجيل الأسئلة المتعلقة بالشأن اللبناني إلى نهاية الحوار، قائلاً بروح ودية: "ختامها مسك"، قبل أن يعرب عن تقديره الخاص للبنان، مشبّهًا "الشهامة اللبنانية" و"الروح الوطنية" بما سماه "النيف الجزائري"، في إشارة إلى القيم المشتركة التي تجمع الشعبين.
وأكد تبون أن الجزائر تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في لبنان، مع التشديد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، قائلاً: "اللبنانيون أدرى بشؤونهم".
وفي ما يتعلق بإعادة إعمار لبنان بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، أوضح الرئيس تبون أن الجزائر على استعداد لتقديم الدعم دون فرض أي شروط، مؤكدًا أن "الجزائر دولة حرة في قراراتها، ولا تربط مساعداتها بنزع سلاح حزب الله أو أي موقف داخلي لبناني".
كما شدّد على مواصلة الجزائر دعمها الثابت للبنان في المحافل الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، من خلال الدفع لتجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
من جهة أخرى، تناول الرئيس تبون الوضع في سوريا، مؤكدًا أن الجزائر "لا تعارض التغيير" في حد ذاته، لكنها تدعم "وحدة الدولة السورية واستقرارها"، معبّرًا عن استعداد الجزائر لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دمشق، انطلاقًا من مقاربتها الداعمة للمصالحة ولمّ الشمل.
ويُعد هذا اللقاء الإعلامي محطة إضافية في سياق تعزيز العلاقات الجزائرية اللبنانية، حيث أضفى بُعدًا إنسانيًا وسياسيًا على زيارة الرئيس اللبناني، التي اعتُبرت خطوة مهمة في مسار توطيد التعاون الثنائي بين البلدين.