اعترض جيش الاحتلال الصهيوني، مساء السبت، سفينة “حنظلة” في المياه الدولية أثناء محاولتها الوصول إلى شواطئ قطاع غزة، في مهمة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني، واحتجز النشطاء الموجودين على متنها بعد أن وثقوا لحظات الاقتحام بالبث المباشر، قبل انقطاع الاتصال تماما.
وكانت السفينة قد أبحرت من أحد الموانئ الإيطالية قبل نحو أسبوع، ضمن تحرك دولي يقوده "تحالف أسطول الحرية"، وتقلّ على متنها 21 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة، بينهم صحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، في مبادرة رمزية وإنسانية للفت أنظار العالم إلى معاناة سكان غزة تحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 17 عامًا.
ونشر “تحالف أسطول الحرية” بيانا عبر منصاته الرسمية، أكد فيه أن عملية اعتراض السفينة تمت بشكل عنيف على بعد حوالي 40 ميلاً بحريًا من سواحل غزة، مشددًا على أن السفينة كانت لا تزال في المياه الدولية لحظة الهجوم، ما يُعد "خرقًا صارخًا للقانون الدولي البحري"، بحسب وصفه.
وأوضح التحالف أن جنودًا صهاينة صعدوا إلى متن السفينة التي لم تكن مسلّحة، بعد أن قاموا بقطع البث المباشر الذي كانت السفينة تنقله عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أن الاتصال بالطاقم انقطع منذ ذلك الحين، ما يثير القلق بشأن مصير النشطاء وسلامتهم.
وتداولت عدة مواقع ومنصات إعلامية صورًا ومقاطع فيديو توثق لحظة صعود جنود الاحتلال إلى سطح السفينة، في مشهد وصفه المتابعون بأنه يكشف حقيقة الحصار الإسرائيلي ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد بشأن احترام القانون الدولي وحماية المبادرات الإنسانية.
وتأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الأذهان سلسلة من العمليات المماثلة التي نفذها الاحتلال ضد سفن تضامن حاولت كسر الحصار عن غزة، أبرزها الاعتداء على سفينة “مافي مرمرة” سنة 2010، الذي أسفر حينها عن سقوط شهداء وجرحى بين النشطاء.