أكد المدير العام للوثائق والأمن الخارجي ورئيس إقليم شمال إفريقيا للجنة أجهزة الاستخبارات والأمن الإفريقية (سيسا)، العميد رشدي فتحي موساوي، التزام الجزائر الثابت بمواجهة المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، مشددًا على أن هذا التحدي بات معركة وجودية من أجل حماية استقرار دول القارة الإفريقية.
وخلال كلمته في الورشة الإقليمية التي نظمها مكتب شمال إفريقيا للجنة "سيسا" تحت عنوان "المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتداعياتها على أمن واستقرار الدول"، اليوم السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة، شدد العميد موساوي على أن "المعركة ضد التضليل الإعلامي ليست مجرد قضية إعلامية، بل هي واجب تفرضه المسؤولية التاريخية لحماية سيادة الدول الإفريقية وشعوبها من محاولات التشكيك والتفكيك".
وأوضح المتحدث أن الجزائر، انطلاقًا من انتمائها الإفريقي العميق، ستبقى في طليعة الجهود المدافعة عن استقرار القارة، متحدة مع دولها الشقيقة لمواجهة كل تهديد يمس السيادة الجماعية. وأضاف أن هذا الاجتماع يعكس إرادة جماعية لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وفي مقدمتها حملات التضليل الإعلامي التي باتت وسيلة تعتمدها أطراف خبيثة لإثارة الفتن وزعزعة الاستقرار.
ونبّه العميد موساوي إلى أن منطقة شمال إفريقيا، وسائر أنحاء القارة، ليست بمنأى عن هذه الحملات الممنهجة، داعيًا إلى تبني استراتيجيات متكاملة تقوم على التنسيق الوثيق بين أجهزة الاستخبارات والأمن لرصد وتحليل المعلومات المغلوطة والحد من آثارها المدمرة.
واعتبر المتحدث أن تشكيل جبهة إعلامية موحدة على الصعيدين الوطني والقاري بات ضرورة ملحة لمجابهة هذه التحديات، والدفاع عن صورة إفريقيا في المحافل الدولية، مع دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصحراوية.
الورشة شكلت مناسبة لتجديد التأكيد على أهمية التعاون الاستخباراتي والإعلامي في تحصين الدول الإفريقية من حملات التشويش وزرع الفتنة، في ظل عالم يشهد تصاعدًا خطيرًا لظاهرة الأخبار الزائفة والمضامين المضللة.