تشهد بريطانيا موجة متسارعة من سرقات الهواتف المحمولة وحقائب اليد، بلغت ذروتها خلال العام الماضي لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين، في مشهد وصفه مسؤولون بأنه "انفلات لم يسبق له مثيل".
ووفقا لتقرير رسمي صادر عن مسح الجريمة في إنجلترا وويلز، قفزت جرائم "الخطف الخاطف" – حيث يقوم اللص بانتزاع الهاتف أو الحقيبة مباشرة من يد الضحية – بنسبة 70% خلال عام واحد فقط، لترتفع من 58,000 حالة في عام 2023 إلى 99,000 حالة في 2024. هذا هو أعلى رقم يُسجل منذ عام 2003.
ولا تتوقف موجة السرقات عند هذا الحد، إذ ارتفعت مجمل الجرائم التي تستهدف الأشخاص بشكل مباشر، بما في ذلك السرقات "الخفية" من تحت الطاولات أو داخل الخزائن، بنسبة 50% لتصل إلى 483,000 حالة، وهو الرقم الأعلى منذ أكثر من عشر سنوات.
الشارع التجاري أيضا لم يسلم من هذا الانفلات. فبحسب بيانات الشرطة، تجاوزت جرائم السرقة من المتاجر نصف مليون حالة لأول مرة في تاريخ البلاد، بواقع 516,971 حادثة خلال عام 2024، أي أكثر من جريمتين كل دقيقة خلال ساعات العمل.
وفي ظل هذه الموجة الإجرامية، تواصل جرائم الطعن أيضا منحناها التصاعدي، حيث ارتفعت بنسبة 2% لتسجل 54,587 جريمة، وهو رقم يقترب بشدة من أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق. تسع قوى شرطية، من بينها شرطة العاصمة "ميتروبوليتان"، سجلت أرقامًا قياسية في هذا النوع من الجرائم.
وفي مدينة مثل لندن،يفترض أن تكون محمية بالكاميرات والأضواء والتكنولوجيا، يتحول الهاتف المحمول إلى فريسة في يد المارة، بينما يطاردهم لصوص على دراجات نارية أو يتسللون بخفة في الأماكن العامة.
ومع تسارع هذه الظاهرة، ترتفع التساؤلات حول فعالية الرد الأمني في مواجهة واقع يبدو أنه بات خارج السيطرة.