أثار غياب الجزائر مجددا عن فعاليات المعرض الدولي للسياحة والسفر “World Travel Market – WTM London”، الذي انطلق نهار اليوم و الممتد من 4 الى 6 نوفمبر بالعاصمة البريطانية لندن، موجة من التساؤلات وسط الزوار والمتخصصين في القطاع، خاصة أن هذا الحدث يعد من أهم وأضخم الملتقيات السياحية في العالم بمشاركة أكثر من 180 دولة من مختلف القارات.

وفي تصريح خصّ به الصحيفة اللندنية الإلكترونية “ألجيريا برس أونلاين – Algeria Press Online (APO NEWS)”، قال أحد الزوار القادمين من الجزائر:
“صدمت عندما لاحظت غياب جناح الجزائر في هذا المعرض العالمي، في وقت حضرت فيه تقريبا كل دول العالم. تساءلت بصدق: أين يكمن الخلل؟ هل في ضعف التمثيل الدبلوماسي أم في غياب رؤية واضحة من وزارة السياحة؟”
الزائر الجزائري لم يكن الوحيد الذي عبر عن استغرابه، فقد التقت “ألجيريا برس أونلاين APO NEWS ” بعدد من المهنيين الجزائريين الحاضرين في لندن، والذين عبروا بدورهم عن تذمرهم من غياب الجزائر عن حدث سياحي بهذا الحجم، مؤكدين أن الأمر بات يتكرر منذ سنوات دون تبرير مقنع، رغم الإمكانيات الطبيعية والثقافية التي تملكها البلاد.

وأشار أحد المتحدثين إلى أن “الصحراء الجزائرية تُعد من أروع الوجهات السياحية في العالم، بما تحمله من تنوع طبيعي وثقافي وإنساني يجعلها منافسا قويا في مجال السياحة الصحراوية العالمية”، مضيفا أن “الجزائر تمتلك من المقومات ما يجعلها في مقدمة الوجهات السياحية العالمية لو أحسنت الترويج لنفسها.”

ويرى مختصون أن غياب الجزائر عن معرض لندن للسياحة والسفر (WTM) يُفقدها فرصة استراتيجية لتقديم صورتها الجديدة للعالم، والترويج لمشاريعها السياحية الكبرى، خصوصًا في ظل اهتمام متزايد من السوق البريطانية بالسياحة البيئية والثقافية، وهي مجالات تتوافق تمامًا مع ما تزخر به الجزائر.

وفي المقابل، ستشارك الجزائر خلال عام 2026 في معارض دولية كبرى بكل من إسبانيا وهولندا، وهو ما يطرح تساؤلات إضافية حول معايير اختيار الوجهات التي تُشارك فيها الجزائر رسميًا، ومدى انسجام هذه الاختيارات مع أولوياتها في الترويج الخارجي.

وختم أحد الخبراء حديثه للصحيفة قائلًا:
“من يريد أن يفتح أبواب السياحة الجزائرية على العالم، لا يمكن أن يغلقها في وجه أهم معرض سياحي في لندن. المشاركة في WTM ليست ترفًا… بل خطوة استراتيجية لوضع الجزائر في قلب الخريطة السياحية العالمية.”








