الجزائر تروج لسياحتها عبر شاشات أمريكا..وتغيب في أكبر معرض سياحي بلندن

الجزائر تروج لسياحتها عبر شاشات أمريكا..وتغيب في أكبر معرض سياحي بلندن
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

لفت سعادة سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، السيد صبري بوقدوم ، الأنظار بمشاركته المتميزة في أحد البرامج التلفزيونية الأمريكية واسعة الانتشار، حيث تحدث بإسهاب عن جمال الجزائر وتنوعها السياحي الفريد، داعيا الجمهور الأمريكي إلى اكتشاف سحر الصحراء الجزائرية، ومواقعها التاريخية، وثرائها الثقافي والحضاري المتميز.


وقد قدم السفير الجزائر كـ"وجهة سياحية غير مكتشفة بعد"، مبرزا تفردها الجغرافي الذي يجمع بين سواحل المتوسط في الشمال، وروعة الصحراء الكبرى في الجنوب، فضلا عن غناها التاريخي والمعماري الذي يعكس تنوعها الثقافي وعمقها الحضاري عبر العصور.


هذه المبادرة التي لاقت صدى واسعا في الأوساط الإعلامية الأمريكية اعتبرت نموذجا راقيا للدبلوماسية الثقافية والسياحية الجزائرية، وأحد أنجح أشكال الترويج الإيجابي لصورة الجزائر في الخارج.


وفي هذا السياق، أعاد التحرك اللافت في واشنطن إلى الواجهة تساؤلات كثيرة حول الغياب المزمن للجزائر عن كبرى التظاهرات والمعارض السياحية الدولية، وعلى رأسها معرض لندن العالمي للسياحة والسفر “WTM London”، الذي يعد من أبرز وأضخم الفعاليات السياحية في العالم، وتشارك فيه أكثر من 180 دولة سنويا.

وفي حديث عدد من المهنيين والخبراء الجزائريين في قطاع السياحة، الذين التقتهم الصحيفة اللندنية الالكترونية''ألجيريا برس اونلاين APO NEWS''، على هامش معرض لندن للسياحة،أبدوا تذمرهم من غياب الجناح الجزائري عن هذا الحدث العالمي، رغم الحضور القوي لدول من مختلف القارات، مؤكدين أن الجزائر تمتلك سياحة صحراوية ذات طابع عالمي يمكنها أن تكون من أبرز عوامل جذب السياح والمستثمرين الأجانب.

وتساءل بعضهم:

“أين يكمن الخلل في غياب الجزائر المتكرر عن هذه المنصة العالمية؟ هل على مستوى التمثيليات الدبلوماسية بالخارج، أم في سياسات وزارة السياحة التي لم تدرج هذا المعرض ضمن أولوياتها الترويجية؟”

ويرى مختصون أن ما قام به السفير بوقادوم في واشنطن يجب أن يكون نموذجا يحتذى به في باقي البعثات الدبلوماسية الجزائرية، معتبرين أن الترويج للسياحة الوطنية هو شكل من أشكال الدبلوماسية الناعمة التي تعزز صورة الجزائر في الخارج وتخدم اقتصادها الوطني.

وفي ظل هذا التناقض بين حضور لافت في واشنطن وغياب متكرر في لندن، يتجدد السؤال:

هل آن الأوان لأن تتحول الجهود الفردية المتميزة إلى استراتيجية وطنية شاملة تضع “السياحة الدبلوماسية” ضمن أولويات الجزائر الاقتصادية؟