شهدت عملة بيتكوين خلال الأسابيع الأخيرة تراجعًا حادًا أعادها إلى مستويات لم تسجلها منذ أشهر، في انعكاس مباشر لضغوط الأسواق وتحوّل شهية المستثمرين نحو الأصول الأقل مخاطرة.
انخفاض يتجاوز 28%… وعودة إلى ما دون 90 ألف دولار
لماذا تتراجع بيتكوين؟ عوامل ضغط متعددة
عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر
عمليات بيع لجني الأرباح من مستثمرين طويلَي الأمد
تبعات الهبوط المفاجئ في 10 أكتوبر
من الارتفاع الحاد إلى التراجع الكامل… رحلة عام متقلب
صعود تاريخي بدعم توقعات سياسية وتنظيمية
مكاسب عام كامل تتبخر
هل يقترب السوق من نقطة انعطاف؟
سجّلت بيتكوين هبوطًا كبيرًا فاق 28% مقارنة بذروتها التاريخية فوق 126 ألف دولار قبل ستة أسابيع فقط. وخسرت العملة خلال يوم الاثنين مستوى 90 ألف دولار لأول مرة منذ سبعة أشهر، ما أدى إلى محو مكاسبها السنوية بالكامل.
هذا التراجع وضع العملة ضمن نطاق "السوق الهابطة" بعد خسارة أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية وفق بيانات CoinMarketCap.
يشهد السوق العالمي حذرًا ملحوظًا تجاه الأصول ذات التذبذب المرتفع، سواء في قطاع الذكاء الاصطناعي أو العملات الرقمية. ويزيد من الضبابية انتظار قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الشهر المقبل.
يرى محللون أن جزءًا كبيرًا من الضغوط ناتج عن قيام مستثمرين قدامى بتصفية مراكزهم لجني أرباح تراكمت خلال الأعوام الماضية، وسط بيئة اقتصادية غير مستقرة وسيولة محدودة.
لم تتمكن بيتكوين من التعافي منذ الهبوط السريع الذي وقع في 10 أكتوبر، عقب توترات تجارية جديدة بين واشنطن وبكين. أدى ذلك إلى تراجع عدد الأوامر في السوق، ما جعل السعر أكثر حساسية للتقلبات.
خبراء السوق يؤكدون أن انخفاض عدد الجهات التي توفر السيولة ضاعف حدّة الهبوط الحالي.
قبل أسابيع فقط، كانت بيتكوين تسجل عامًا قويًا بعدما ارتفعت من 69 ألف دولار إلى أكثر من 126 ألف دولار، مستفيدة من توقعات بجملة إصلاحات تنظيمية داعمة للعملات الرقمية داخل الولايات المتحدة.
وشهد عام 2024 اعتماد "قانون GENIUS" لتنظيم العملات المستقرة، إضافة إلى تعيين بول أتكينز على رأس هيئة SEC، ما عزز ثقة المستثمرين وأطلق موجة منتجات مالية مرتبطة بالكريبتو.
عند بداية العام، كان سعر بيتكوين يقارب 94 ألف دولار، لكنها فقدت اليوم كل مكاسبها التي تراكمت على مدى 11 شهرًا. وعلى الضد من ذلك، ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 13.4%، وقفز الذهب بنسبة 53%.
يؤكد محللون أن المرحلة الحالية حساسة، إذ تبدو جميع المحفزات الإيجابية مستوعبة داخل السوق، بينما تزداد المخاوف بشأن المستقبل. ويرى فريق من الخبراء أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا التراجع بداية تصحيح أعمق أم مجرد هبوط مؤقت ضمن دورة صعود مستمرة.
ورغم كل ذلك، يظل بعض المستثمرين متفائلين، خصوصًا أن بيتكوين سبق وأن انخفضت في أبريل إلى نحو 74,500 دولار قبل أن ترتفع لاحقًا إلى مستويات قياسية.







