في لحظة رعب…جزائري يخاطر بحياته لإنقاذ العشرات في هجوم قطار لندن

في لحظة رعب…جزائري يخاطر بحياته لإنقاذ العشرات في هجوم قطار لندن
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

حولت حادثة طعن مروّعة على متن قطار متجه من دونكاستر إلى لندن إلى لحظة إنسانية خالدة، بعدما خاطر عامل القطار الجزائري سمير زيتوني، البالغ من العمر 48 عامًا، بحياته لإنقاذ ركاب القطار من مهاجم مسلح بسكين.

سمير، الذي يعمل منذ أكثر من عشرين عامًا في شركة LNER كمنسق لتجربة المسافرين، أُصيب بجروح خطيرة خلال تصديه للمهاجم، ويرقد حاليًا في المستشفى في حالة حرجة ولكن مستقرة.

كاميرات المراقبة وثّقت تصرفه البطولي لحظة اندلاع الهجوم، حين اندفع بشجاعة نحو المهاجم ليحمي الركاب، فيما عم الذعر أرجاء القطار. وأكدت شرطة النقل البريطانية أن “ما قام به سمير لا يقل عن كونه عملاً بطوليا أنقذ حياة العديد من الأشخاص”، في حين وصفه الشهود بأنه “الرجل الذي وقف بين الخطر والركاب”.

من جانبه، قال المدير العام لشركة LNER، ديفيد هورن:

“في لحظة أزمة، لم يتردد سام في التقدم لحماية من حوله. كانت أفعاله شجاعة بشكل لا يُصدق، ونحن فخورون به وبزملائه الذين تصرفوا ببطولة في تلك الليلة.”

أما عائلته، فقد عبرت في بيانها عن تأثرها العميق بتعاطف الناس ودعمهم:

“لقد غمرنا فيض من الحب واللطف من كل مكان. ما فعله سمير ليس جديدا علينا، فهو بطل في نظرنا دائمًا، والآن يعرف العالم ذلك أيضًا.”

وفي تصريح لشرطة النقل البريطانية، قال نائب القائد ستيوارت كاندي إن لقطات الكاميرات أظهرت أن “تصرفات سمير كانت بطولية بكل المقاييس، ولا شك أنها أنقذت أرواحًا عديدة”.

;في مشهد يعيد الثقة بإنسانية المهاجرين ويسكت خطاب الكراهية،

جاءت بطولة سمير زيتوني لتقلب الموازين وتنسف الروايات المغرضة التي حاولت بعض الجهات اليمينية المتطرفة توظيف الحادثة من خلالها للتحريض ضد المهاجرين، خاصة المسلمين. فقد أثبت العامل الجزائري أن المهاجر ليس عبئًا، بل قد يكون هو من يحمل الحياة للآخرين في أكثر اللحظات ظلامًا.

الشرطة البريطانية أعلنت لاحقا توجيه عشر تهم بالشروع في القتل لرجل يدعى أنتوني وليامز (32 عامًا)، إضافة إلى تهمتي حيازة سكين وإلحاق أذى جسدي، على خلفية الهجوم الدموي. وقد ذكرت النيابة العامة أن التحقيق شمل “كمية هائلة من الأدلة المصورة”، مؤكدة أن الحادثة “هزت البلاد بأكملها”.

لقد أثبت سمير زيتوني، العامل البسيط القادم من الجزائر، أن البطولة لا تُقاس بالجنسية أو اللون أو الدين، بل بالفعل الإنساني النبيل الذي يصدر في لحظة خطر — تلك اللحظة التي جعلت منه رمزًا للشجاعة والإيثار في وجه الموت.