شهدت نواكشوط، مساء أمس، احتفالية رسمية مهيبة نظمتها سفارة الجزائر بموريتانيا، تخليدا للذكرى الـ71 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر،في حفل رسمي بارز حضره ثلاثة وزراء موريتانيين، يتقدمهم وزير الشؤون الخارجية السيد محمد سالم ولد مرزوق، إلى جانب وزير الزراعة والوزير المنتدب لدى الداخلية، إضافة إلى مستشار من رئاسة الجمهورية الموريتانية.


واستقطبت المناسبة أيضا عددا كبيرا من الشخصيات السامية، ومسؤولين، وأكاديميين، وإعلاميين، وقيادات فكرية وسياسية، فضلاً عن حضور معتبر من اطارات و نخبة الجالية الجزائرية المقيمة بموريتانيا.
وفي كلمة مؤثرة ألقاها خلال الحفل، أكد سعادة السفير الجزائري في موريتانيا، أمين صيد، أن هذه المناسبة “تحيي يوما مجيدا توج عقودا من المقاومة الشعبية والكفاح المسلح، قدم خلالها الجزائريون ملايين الشهداء ليبقى الوطن شامخا بين الأمم”.

وأوضح السفير أن بيان أول نوفمبر لا يمثل مجرد شرارة ثورة تحررية، بل هو الأساس الذي شيدت عليه الدولة الجزائرية خياراتها السياسية والدبلوماسية، مؤكدًا أن الجزائر ظلت وفية لمبادئها في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي مقدمتها القضيتين الفلسطينية والصحراوية .

كما شدد السفير على أن الجزائر ستظل سندا لشعوب المنطقة، رغم “المناورات المكشوفة” التي تستهدف دورها الإقليمي، مبرزا أن قيادة الرئيس عبد المجيد تبون أطلقت ورشات كبرى لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية تعزز مكانة الجزائر في إفريقيا وتدفعها نحو مصاف الدول الصاعدة.

وربط سعادة السفير هذه الديناميكية الداخلية بزخم العلاقات الجزائرية الموريتانية، التي قال إنها بلغت مستويات غير مسبوقة من التعاون الاستراتيجي، تجسدت في مشاريع كبرى مثل:
• طريق تندوف–الزويرات،
• المنطقة الحرة المشتركة،
• الخط البحري المنتظم بين الجزائر ونواكشوط،
• تطوير التعاون في الطاقة والدفاع والصيد البحري،
• إضافة إلى لجان وبرامج مشتركة عززت التنسيق الثنائي في مختلف المجالات.

وفي ختام كلمته، هنأ السفير الشعب الموريتاني بمناسبة تخليد عيد استقلاله الخامس والستين، متمنيا للبلد الشقيق مزيدا من الأمن والازدهار.
احتفالية نوفمبر في نواكشوط لم تكن مجرد ذكرى تاريخية؛ بل لحظة تجديد للعهد بين شعبين تجمعهما الأخوة والرؤية المشتركة للمستقبل.













