أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أمس بيانا شديد اللهجة استنكرت فيه المجازر المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ووصفت الحصار المفروض عليها بأنه الأقسى في التاريخ المعاصر، مؤكدة أنّ الاحتلال الصهيوني يمنع حتى المنظمات الإنسانية من القيام بواجبها الإغاثي، ويواصل عمليات القتل والتجويع في ظل "صمت عربي وإسلامي مخزٍ".
الجمعية أشادت في بيانها بدور المقاومة الفلسطينية التي نجحت، رغم شدة العدوان، في إرباك الاحتلال وإثخانه بالخسائر وإشاعة الذعر في صفوفه وصفوف حلفائه، معتبرة أن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، بمختلف أشكالها المسلحة وغير المسلحة، حق مشروع يندرج ضمن الدفاع عن الحرية والاستقلال.
كما حمل البيان الدول العربية والإسلامية مسؤولية المواقف "المتخاذلة" التي سمحت بتفاقم المأساة، داعيا الحكومات إلى فتح المجال أمام شعوبها للتعبير عن غضبها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، شرط الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي.
وفي المقابل، ثمّنت الجمعية الموقف الجزائري "المشرف" الرافض للتطبيع والمدافع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، مؤكدة دعمها الثابت لوطنها في مواجهة المؤامرات التي تحاول ثنيه عن مواقفه التاريخية.
وشددت الجمعية على أهمية دعم الحراك العالمي الهادف إلى كسر الحصار، واعتبرت أن المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني وشركاته واجب شرعي وأخلاقي يهدف إلى تجفيف منابع دعمه، محذرة من أنّ أي تعامل اقتصادي أو سياسي معه يعد جريمة متكررة لا تقل عن الإجرام الصهيوني في غزة.
وأكد البيان أن دماء أطفال غزة مسؤولية جميع المسلمين، داعيا إلى تجاوز مرحلة الأقوال والشعارات إلى الأفعال العملية، ومطالبا الأنظمة العربية بالتحلل من جريمة التطبيع وقطع العلاقات نهائياً مع المجرمين القتلة.
واختتمت الجمعية بيانها بالتشديد على أنّ مواقف الجزائر التاريخية تجاه فلسطين تشكل مصدر فخر وإلهام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تتبنى نفس النهج وتؤكد أن الموقف الشعبي والرسمي في الجزائر متكامل ومتناسق في دعم القضية الفلسطينية